التناقض بين الحقائق والاكاذيب

التناقض بين الحقائق والاكاذيب

كثيرا ماينظرون إلى أنفسهم بطريقة معينة ويسلكون بطريقة مناقضة لنظرتهم لأنفسهم يقولون شيئا ويفعلون شيئا آخر يتعاملون مع الناس بأقنعة متنوعة وملوّنة وما أكثرهم في زمن اندثرت فيه كل القيم

الأخلاقية والإنسانية

هل سبق لك أن تساءلت عن عدد الأفكار المتناقضة التي تراودك خلال اليوم الواحد؟

كم مرة تناقضت أفكارك مع أفعالك؟

كم مرة تعارضت مشاعرك مع مبادئك ومعتقداتك فغلب أحدهما الآخر؟

في معظم الأوقات لا نرى تناقضاتنا الخاصة فغالباً ما يكون من الأسهل ملاحظة أوجه التضارب لدى الآخرين.

لكنك مليء بالتناقضات بقدر ما أنا كذلك

نحن البشر مصنوعون من التناقضات نعيش مع ذاتنا المتناقضة أحياناً بسلام وأحياناً أخرى بألم يعيش البشر بسلام مع التناقضات بسبب قدرتهم على فصل الأمور عن بعضها البعض.

عندما تخرج التصريحات والأفعال والعواطف المتناقضة من صندوقها السياقي فحينها نكون بخير

ربما بشكل جيد جداً في إيجاد مسوغات لتهدئة التنافر المعرفي

من أشياء قد تحدثلك

أن تنظر إلى نفسك لا تعرفها لا تعرف أي طريق تمشي أو خط رسمته لها أو حائط تتكئ عليه تسير بلا ظل وأمل مفقود تلتف حول نفسك تعتزل الآخرين تحاصر أحلامك الجدران وتعيش قصصا من الخيال ويملأ قلبك البؤس والانكسار تسبب في تفتيتك إلى شظايا تعيش غفوة حد الثمالة كل شيء يدعو للبؤس يثير الضجر لتصفع نفسك على وجهك مرة أخرى لتستيقظ وتكأكئ قواك وحواسك وتجمع ما تبقى من شظاياك قبل أن تأكلها النيران

 

وتجد أيضا من يدّعون الوطنية والكفاح والواجب وفي أول محنة تجدهم أول الهاربين والمتملّصين من الواجب الوطني كآداء الضرائب والإخلال بالتزاماتهم اتجاه الناس بل وأيضا يُخرّبون الاقتصاد بتهوّرهم وانعدام حسّ المسؤولية لديهم

وقد تحدث لك ايضا

أن تحب نفسك كثيرا وتحب كل من حولك وما يحيط بك وتعانقها عناق المحبين وتقبلها تقبيل العاشقين ويملأ صدرك الحب وشغف الحياة وتدرك أنه كلما زاد مقدار الحب الذي تبثه كلما كان الحصاد أكبر وتكشف سر الحياة بالرضا وأن الحب يجلب الحب وتفكر بتلك اللحظة التي تجعلك تقود قطارا يحقق حلمك الصغير الذي لا يعرقل محبة الآخرين ولا يعرقل سير العالمين لن يدمر بيوتا ولن يجعل من الأطفال أيتاما ولا مشردين لن يختلس كسرة خبز من يد طفل جائع ولا رجل فقير ولا امرأة تلجأ إلى الحوانيت حلما يجعلك تبسط ذراعيك لتحتضن العالم بكل البؤساء والفقراء والمحتاجين الجوعى والأيتام والمحرومين لترمي في دروبهم ورودا تفتح أبواب الشمس لأشعتها الملتهبة بالأمل

أن تخترقهم ويستظلوا بظلها

أشياء قد تحدث لك دائما

أن لا تفهم ما كتب ولا تعي كل التناقضات التي تسير عليها النفس البشرية وأي عراك وصراع فيما بينها، بين الخير والشر، الحق والباطل الأمل والبؤس، الخيال والواقع الوهم والحقيقة، التفاؤل والتشاؤم تعيش كل هذه في آن واحد كأن

لا بد من أن تعاش

وثِقتي بنفسي هيَ في نهاية الأمرِ ثقة بالإنسَان وبمقدرتهِ على تجاوز ذاته وعلى الإصلاح والتحوُّل وعلى معرفة حدودِه فهيَ ثقة لا ينتُج عنها غرور وإنّما أعتزاز بالإنسان ومقدراته

بقلم سلامة مرجان

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
© Copyright 2024, All Rights Reserved, by Ta4a.net