زيارة البابا للعراق والمفاهيم الجديدة

زيارة البابا للعراق
والمفاهيم الجديدة .

زيارة البابا فرنسيس للعراق نعم قد تكون مهمة من ناحية التعرف والحوار مع الأديان الأخرى وهذا ضروري جدا . وهذا حلم للكثير من الجامعات والمعاهد والخبراء والمثقفين والسياح . لكنها ليست كما يتصور البعض بأنها ستفتح أفاق التعاون السياسي والتجاري وغيرها . فأن معظم دول أوروبا وأمريكا وروسيا وحتى الدول الأسيوية والأفريقية المعتنقة للدين المسيحي غير مرتبطة سياسيا بالدين والكنيسةوليس لهما تأثير بالمطلق على سياستها . بل الدين منفصل تماما عن الدولة ولم يعد يشكل أي دور كما في السابق أيام الأمبراطوريات والقياصرة والملوك .
هم صححوا المسار الخاطئ الذي كانوا ينتهجوه في السابق عندما كان الدين والكنيسة مسيطر تماما على نهج ومسار وخطط وسياسة وأقتصاد الدولة وقاموا بثورات وأنتفاضات عارمة وكان بعضها دموي حتى وصلوا للحالة الأن في بناء دولهم وحكوماتهم بشكل علمي ومدروس وصحيح .
مايتوجب علينا فهمه وأدراكه أن نكون صادقين مع أنفسنا وشعوبنا وأن نصحح مسارنا ونهجنا وتفكيرنا في طريقة أدارة الدولة وفق المبادئ العلمية الرصينة وأن نغادر تلك الطرق الكلاسيكية القدبمة في أدارة الدولة ومؤسساتها ونبدع في تهيئتها لمستقبل أفضل لأجيالنا مادام كل شئ متوفر بين أيدينا . وأن لاننتظر من الأخرين بأن يرسموا ويغيروا من واقعنا . كل الشعوب التي كانت فقيرة ومتأخرة أعتمدت على قدراتها وشبابها فنهضت وكانت محل أعجاب وفخر وأهتمام عالمي . مثل تجارب اليابان وألمانيا وكوريا الجنوببة وماليزيا وسنغافورة .
زيارة العراق من قبل البابا فرنسيس هي ليست كما يضن بعض الناس بأنها دعم للمسيحين العراقيين . ففي واقع الحال هم أهل البلد ولايحتاجون الى دعم وتاريخم قديم وهناك كنائس قديمة منذ القرن الأول الميلادي . والمسلمين متعايشون معهم ويحبونهم ودافعوا عنهم بكل الحروب والكوارث والصعاب وأخرها داعش فقد أستشهد الكثير من الشباب المسلم للدفاع عن القرى والمدن المسيحية في العراق وسوريا والعلاقة الأخوية التي تربطهم قديمة وحميمة وأصيلة.
ولكن علينا أن نستثمر هذه الزيارة بالحوار الصريح والتحدث حول الكذب والخداع الذي يمارسه بعض الساسة وتجار الحروب الذين جعلوا من مناطقنا ساحة للتصفية و للعنف والقتل والتهجير ومعسكرات للجيوش ومختبرات لتجارب الأسلحة . الحوار والتفاهم والتأكيد بفتح صفحة جديدة للتعاون السياسي والأقتصادي والسياحي والثقافي . علينا طرح الأفكار الجديدة والخلاقة للتقريب والتفاهم والمحبة والسلام وأن لاندع تجار السياسة والأرهاب والجرائم الأستحواذ والسيطرة على دولنا ومدننا وثقافتنا وتاريخنا وحضارتنا ونستقبلنا .

بقلم
سامي التميمي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
© Copyright 2024, All Rights Reserved, by Ta4a.net