كل السيوف قواطعا  إن جردت

كل السيوف قواطعا  إن جردت .

ماذا تعني الدولة وماهو شكلها ومفهومها . الدولة هي تنظيماً مستقلاً ذات استقرار نسبي تقريباً، وظيفته تسيير حياة المجتمع وضمان عمله وديمومته على نحو منسجم. ويتجلى هذا التنظيم في عدد من المؤسسات الإدارية والقانونية والأقتصادية والسياسية والأمنية التي تنسجم وتتطابق مع متطلبات وأهداف المجتمع.

عندما ولى الأمام علي ع . (مالك الأشتر ) . على مصر وهو القائد المعروف بشجاعته وقوته وحكمته ونزاهته . وهو صديقه وأول من بايع الأمام علي ولكنه فرض علية تلك الشروط والتي أصبحت درسا ً من دروس الحقوق والعدالة ومنطق الدولة المحفوظ في مقر هيئة الأمم المتحدة وفي لوحة الشرف وكانت تلك القوانين شرعية وقد كتبت بدقة وموضوعية وصرامة وبدون محاباة أو أستحياء . وهذا منطق الدولة مخاطبا له :

( وأشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبّة لهم، واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنّهم صنفان . إمّا أخ لك في الدين، أونظير لك في الخلق، يفرط منهم الزلل، وتعرض لهم العلل، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى أن يعطيك الله من عفوه وصفحه، فإنّك فوقهم، ووالي الأمر عليك فوقك، والله فوق من ولاك . وقد استكفاك أمرهم، وابتلاك بهم ) .

ومن مكارم أخلاقه وعدله ومنطق الدولة التي أسسها ، أنّه نزل ضيف عند الإمام الحسن ع فاستقرض رطلاً من العسل من (قنبر ) خازن بيت المال، فلمّا قام الإمام علي ع بتقسيم العسل على المسلمين، وجد زقّاً منها مفتوحا ًوغير محكم وناقصاً ، فسأل قنبر عن ذلك، فأخبره بالأمر، فاستدعى ولده الإمام الحسن، وقال له بنبرات تقطر عتبا ًوغيظاً : (ما حملك على أن تأخذ منه قبل القسمة . أليس لنا فيه حقّ، فإذا أخذناه رددناه إليه ) وسكن غضب الإمام، فقال لولده الزكيّ بلطف وحنان وتعليم له وللرعية : ( فداك أبوك، وإن كان لك فيه حقّ، فليس لك أن تنتفع بحقّك قبل أن ينتفع المسلمون بحقوقهم. ) ثمّ دفع إلى قنبر درهماً وقال له: (اشتر به أجود أنواع العسل الذي تقدر عليه ) فاشترى قنبر العسل، ووضعه الإمام في الزقّ وشدّه بأحكام .

عندما نشرعن لأنفسنا قوانين وأمتيازات لاتنسجم مع متطلبات العدالة والحقوق الألهية والمدنيةوالدولية المتعارف عليها في الكتب السماوية والدساتير العالمية ومبادئ حقوق الأنسان الدولية .

نكون قد أنحرفنا . عن الطريق الطريق السوي . وأسسنا لقاعدة من الفوضى والضياع والأستهتار .

عندما تتعرض في فترة من فترات الحكم السابق لظلم وحرمان وتهميش وأقصاء . هذا لايعني أن لك الحق في الأستيلاء على السلطة وثروات ومقدرات البلد وقيادة مؤسسات الدولة وتأسيس جيوش وقلاع وخدم وحشم والأستفراد بالرأي والقرارات وتهديد الناس .هذا منطق للادولة .

تمكين وتغليب دور الأحزاب والكتل والفصائل والعشائر وتأسيس جيوش ومليشيات . والأستيلاء على أموال الدولة والشعب تحت مسميات الحرمان والتهميش والجهاد والمظلومية . هذا منطق للادولة .

فرض الأتوات على العقود والشركات الناس وتعيين عناصر الكتل والأحزاب في دوائر الدولة ومؤسساتها وتخريب وحرق الدوائر بدوافع الحقد والتسقيط الأحزاب مع بعضها ، وتكميم الأفواه وأستهداف العناصر الكفوءة والنزيهة . هذا منطق اللادولة.

أدارة الدولة علينا أن نفهمها بدقة وشعور بالمسؤولية . بجب أن تكون للخبراء في أدارة الدولة والتنمية الأدارية والأقتصادية . وأن يخضع للشروط والقوانين والمعايير العلمية والنزيهة .

تعلموا الدروس والعبر من الماضي . ماذا عمل الحكام الطغاة ، من قبل وكيف أسسوا لجيوش وحراس وقصور وقلاع وأموال . لم ينفعهم شئ ، سيوف الشعب أقتصت منهم . ولا تأمنوا ، فكل السيوف قواطعاً إن جردت .

بقلم

سامي التميمي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
© Copyright 2024, All Rights Reserved, by Ta4a.net