اتفاق فرنسي ـ تركي على «إنهاء الصراع» في ليبيا

احتل الملف الليبي مساحة واسعة من المباحثات، التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع عدد من قادة دول حلف شمال الأطلسي (ناتو)، خلال قمتهم في بروكسل أول من أمس.
وقالت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» إن إردوغان تناول التطورات في ليبيا خلال اللقاءات، التي عقدها مع كل من الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة وزراء ألمانيا أنجيلا ميركل، والبريطاني بوريس جونسون. مضيفة أن المباحثات ركزت بشكل خاص على العملية السياسية في ليبيا، التي تقودها حكومة الوحدة الوطنية، تمهيداً لإجراء الانتخابات في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وعملية إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة. إضافة إلى القضايا المطروحة على مؤتمر «برلين – 2» حول ليبيا، المقرر عقده في 23 يونيو (حزيران) الجاري.
وأشارت المصادر ذاتها إلى الزيارة، التي قام بها وفد تركي كبير برئاسة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو السبت الماضي إلى طرابلس، والتي جرى خلالها مراجعة جميع الملفات السياسية والأمنية والعسكرية، وأعمال الحكومة المؤقتة من أجل التمهيد للانتخابات، والتعاون التركي – الليبي في المجالات المختلفة، والتي جاءت بتكليف من الرئيس إردوغان قبل توجهه إلى قمة الناتو.
في السياق ذاته، قال الرئيس رجب طيب إردوغان في مؤتمر صحافي، مساء أول من أمس، إنه أبلغ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال لقائهما في بروكسل خلال قمة الناتو، بأنه «بإمكان البلدين العمل معاً للتصدي للصراعات في ليبيا وسوريا». بدوره، قال الرئيس الفرنسي إن إردوغان أبلغه برغبته في مغادرة المقاتلين الأجانب الأراضي الليبية «في أقرب وقت ممكن». موضحاً أنه ناقش في اجتماعه مع إردوغان العمل المشترك لحل المشكلات في ليبيا وسوريا.
واختلف البلدان العضوان في الناتو بشدة على تدخل تركيا في ليبيا، حيث طالبت فرنسا تركيا مراراً بسحب قواتها، وآلاف المرتزقة السوريين الذين دفعت بهم إلى ليبيا للقتال إلى جانب حكومة الوفاق الوطني السابقة، برئاسة فائز السراج، بينما اتهمتها تركيا بدعم الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر.
وأكد ماكرون أنه اتفق مع إردوغان على «العمل على إزالة المقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا»، قائلاً: «يمكنني أن أقول إن الرئيس إردوغان أكد خلال لقائنا رغبته في مغادرة المقاتلين الأجانب ليبيا في أقرب وقت ممكن».
وتوجد قوات تركية في ليبيا، نشرتها أنقرة بموجب مذكرة تفاهم للتعاون العسكري، الذي وقعته مع حكومة السراج في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، إبان حملة الجيش الوطني على العاصمة طرابلس، قبل الوصول إلى وقف إطلاق النار في أكتوبر (تشرين الأول) 2020، إلى جانب إرسال آلاف المقاتلين السوريين لدعم قوات الوفاق.
وترفض تركيا سحب قواتها من ليبيا، ويوم السبت، قال وزير الدفاع التركي في طرابلس إن قوات بلاده في ليبيا موجودة «بناء على دعوة من الحكومة الشرعية»، مؤكداً أن أنشطتها «مستمرة من أجل تخفيف مشاكل، ولا يمكن اعتبارها قوة أجنبية، وستبقى في ليبيا إلى حين تحقيق الاكتفاء الذاتي في المجال العسكري والأمني».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
© Copyright 2024, All Rights Reserved, by Ta4a.net