إستشارات

النوم والتقدم في العمر
* عمري فوق الخمسين، وأجد صعوبات في النوم والاستمرار فيه، وأتعب من هذا في أثناء النهار وفي فترة المساء، بمَ تنصح؟
– هذا ملخص أسئلتك حول ملاحظتك تغير نمط النوم لديك، وأنه أمسى من الصعب عليك النوم مبكراً، وأيضاً من الصعب الاستمرار فيه إلى الصباح، وتأثيرات ذلك السلبية عليك.
وبدايةً لاحظ معي ضرورة جعل الحصول على قسط كافٍ من النوم أولوية صحية، أسوةً بالاهتمام بتناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة البدنية. ووجود مشكلات صحية لدى المرء، في أيٍّ من مراحل العمر، قد تتسبب له بصعوبات في الخلود إلى النوم وصعوبات في الاستمرار فيه الفترة الكافية للجسم، أي 8 ساعات من النوم الليلي المريح وغير المتقطع.
والمشكلات، مثل الرغبة في تكرار التبول لأسباب صحية عدة، وكذلك آلام الظهر والرقبة والمفاصل، والحكة الجلدية لأسباب عدة، وحموضة المعدة، وانقطاع التنفس في أثناء النوم، واضطرابات الغدد الهرمونية، والسمنة، كلها أمثلة لحالات قد تؤثر على نمط النوم، وبخاصة لدى كبار السن ومَنْ هم في أواخر مرحلة متوسط العمر. ولكن في الغالب يستطيع المرء العودة إلى النوم عند زوال التأثيرات المزعجة لتلك الحالات المرضية. كما أن عدداً من السلوكيات قد يتسبب باضطرابات النوم، كالتدخين والإفراط في تناول المشروبات المحتوية على الكافيين والتوتر النفسي وعدم ممارسة الرياضة اليومية في فترة النهار، وكثرة الجلوس، وكثرة النظر في الشاشات المضيئة للكومبيوتر أو الهاتف المحمول أو التلفزيون، خصوصاً في فترة ما بعد غروب الشمس.
وفي المقابل، فإن تجاوز عمر الستين قد يرافقه لدى البعض تغيرات في نمط النوم، كالتقلب في الفراش وصعوبة بدء النوم وصعوبة الاستمرار فيه وتناقص الفترة الزمنية لمرحلة النوم الليلي وعدم الشعور بالحيوية والنشاط عند الاستيقاظ في الصباح.
وتشير المصادر الطبية إلى أن جزءاً من المشكلة سببه في الأصل عدم التعود على النمط الصحي في النوم، وتحديداً في عدم الحرص على النوم مبكراً والاستيقاظ مبكراً، وعدم الاهتمام بعناصر «نظافة بيئة النوم» (التي سيأتي توضيحها) لفترات طويلة قبل بلوغ عمر ما فوق الخمسين. وهو ما سيستمر لا محالة لدى المرء كأمر تعوّد عليه لسنوات.
لذا، فإن الاهتمام بالنوم الصحي طوال مراحل العمر، وتحديداً النوم مبكراً ولثماني ساعات في فترة الليل، هو الخطوة الوقائية الأولى.
والخطوة الثانية تتمثل في مراجعة الطبيب للتأكد من أن الأدوية، التي قد يكون المرء يتناولها بانتظام لعلاج أي من الحالات المرضية المزمنة، لا تتسبب باضطرابات في النوم. وأيضاً للتأكد من كفاءة معالجة الحالات المرضية، التي قد يُعاني منها المرء ولها دور محتمل في اضطرابات النوم لديه، مثل آلام المفاصل أو انقطاع التنفس في أثناء النوم أو جفاف الجلد أو اضطرابات البروستاتا وغيرها.
والخطوة الثالثة تتمثل في الاهتمام بالحد من التشوش المؤثر على نوعية النوم، والعمل على التهيؤ للنوم عبر الاهتمام بعناصر «نظافة بيئة النوم»، وعدم ترك هذا الأمر كأمر سيحصل تلقائياً في أواخر فترة المساء. بمعنى، التوقف عن تناول المشروبات المحتوية على الكافيين مع غروب الشمس، وتحديداً الشاي والقهوة ومشروبات الطاقة، والتوقف عن شرب السوائل في غضون ساعتين من وقت النوم لتقليل فترات الذهاب إلى الحمام. وإذا كان الألم يجعل المرء مستيقظاً في الليل، فيمكن استشارة الطبيب حول تناول مسكنات الألم قبل النوم، والعمل على خفض الإضاءة من بعد غروب الشمس وتقليل التعرض للأضواء الناتجة عن تشغيل التلفاز أو شاشة الكومبيوتر أو الهواتف المحمولة، وعدم إبقاء الأجهزة ذات الشاشات في غرفة النوم، وأيضاً خفض التعرض للضجيج بعد الغروب.
ولاحظ معي أهمية هذا، لأن الظلام والإضاءة الخافتة يحفّزان الدماغ على إنتاج هرمون الميلاتونين، وهو مادة كيميائية تعد «المنوّم الطبيعي» عبر تسهيلها الشعور بالنعاس والخلود إلى النوم. وعندما يتعرض الجسم للإضاءة خلال فترة ما بعد الغروب، فإن إفراز الدماغ لهذا الهرمون ينخفض بشكل كبير، ويصعب النوم حينئذ. وأيضاً من المهم أن يكون الفراش مريحاً ودرجة الحرارة معتدلة في حجرة النوم.
كما تجدر الإشارة إلى الحد من فترة القيلولة خلال النهار لفترة تتراوح ما بين 10 إلى 20 دقيقة فقط، وإذا وجد المرء أن قيلولة النهار تجعله أقل نعاساً في وقت النوم، فعليه تجنب القيلولة تماماً كما تشير مصادر طب النوم.

الرجفان الأذيني
• هل يمكن الوقاية من الإصابة بالرجفان الأذيني؟
– هذا ملخص أسئلتك عن سبب تشخيص إصابتك بالرجفان الأذيني. ولاحظ معي أن الرجفان الأذيني هو أحد اضطرابات النبض الشائعة نسبياً بالمقارنة مع أنواع اضطرابات النبض الأخرى. ويحصل فيه أن تكون ضربات القلب سريعة وغير منتظمة في إيقاعها. وهذه الحالة قد تتسبب بارتفاع احتمالات حصول عدد من المضاعفات والتداعيات، التي يمكن في الغالب منع حصولها بالمتابعة مع الطبيب وإجراء الفحوصات التي يطلبها وتناول الأدوية التي يصفها.
ولاحظ أن الأذينين (الحجرتين العلويتين في القلب) تنقبضان قبل البطينين (الحجرتين السفليتين في القلب)، والرجفان هو حركة ارتعاش في الأذينين لا جدوى منها، أي أنها تحصل بشكل مستمر دون حصول عملية الانقباض التي تضخ الدم من الأذينين إلى البطينين. وبالتالي قد يحصل نتيجة لذلك بقاء الدم فترة أطول في الأذينين، أو انتقال الارتجاف إلى البطينين. وهذان الأمران يتم التعامل معهما طبياً بغية عدم تسببهما في أي مضاعفات أو تداعيات صحية.
ومن أهم أسباب نشوء الارتجاف الأذيني وجود أمراض أو أضرار أو تغيرات هيكلية في القلب والأوعية الدموية، مثل مرض ارتفاع ضغط الدم وأمراض شرايين القلب وأمراض صمامات القلب واضطرابات في نظام كهرباء القلب. وهناك أسباب لا علاقة لها بشكل «مباشر» بالقلب، مثل اضطرابات عمل الغدة الدرقية وفقر الدم والتعرض لبعض أنواع الأدوية أو الكافيين أو التبغ أو الكحول، إضافة إلى عدد من أمراض الرئة ونقص أكسجين الدم.
ولذا تتمثل الوقاية في الحرص على عيش نمط صحي في سلوكيات الحياة اليومية، مثل: التغذية الصحية الغنية بالخضار والفواكه والأسماك والمكسرات وزيت الزيتون وتقليل تناول الشحوم الحيوانية، والحرص على ممارسة النشاط البدني بشكل يومي، وإزالة السمنة للحفاظ على وزن طبيعي، وتجنب التدخين، وعدم الإفراط في تناول المشروبات المحتوية على الكافيين، وتقليل التوتر والغضب، والحرص على أخذ قسط كافٍ من راحة النوم الليلي. وأيضاً الحرص على تلقي المعالجة الطبية عند وجود أي أمراض قلبية أو في الأوعية الدموية أو الرئتين أو الغدة الدرقية أو فقر الدم.

استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض
الرجاء إرسال الأسئلة إلى العنوان الإلكتروني الجديد: [email protected]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
© Copyright 2024, All Rights Reserved, by Ta4a.net