مساعٍ لإنعاش «اتفاق استوكهولم»… حبيس «السفينة الأممية»

وسط خضم الجائحة العالمية، والتهدئة، والأوراق التي يبعث بها مكتب مبعوث الأمم المتحدة، والتي تملأ صناديق البريد الإلكتروني لأعضاء الحكومة ومسؤولي الاتصال الحوثيين؛ يظهر أن «اتفاقات استوكهولم» باتت حبيسة «السفينة الأممية» التي تبحر قبالة سواحل الحديدة، وتعد مقراً للبعثة السياسية الأممية لدعم اتفاق الحديدة (أونمها)، أحد مخرجات مشاورات السويد اليمنية.
ويسعى جنرال الحديدة، أبهيجيت غوها، إلى اتخاذ خطوات لإنعاش الاتفاقية، إذ قالت مصادر إنه يجري اجتماعات هذه الأيام مع القيادات الحوثية في المدينة الساحلية، وفقاً لمصادر مطلعة.
ولم يشهد الاتفاق طيلة 16 شهراً أي تقدم يذكر. حتى الإنجاز اليتيم الذي حققه الجنرال ورفاقه في الاتفاق تبخر، فبعد إنشاء غرفة عمليات مشتركة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ثم تثبيت 5 نقاط مراقبة لوقف النار بالحديدة في سبتمبر (أيلول) 2019، تسللت رصاصة قناصة الحوثيين إلى العقيد محمد الصليحي، أحد الضباط الذين كانوا يعملون في نقطة «سيتي ماكس»، يوم 11 مارس (آذار) الماضي، ولم يكمل 5 أسابيع حتى فارق الحياة، وهو ما دعا الحكومة اليمنية إلى إعلان وقف مشاركة فريقها، بقيادة اللواء محمد عيضة، الذي نعى بدوره العقيد الصليحي، ونعى الاتفاق أيضاً. وطبقاً للمتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، كرر جنرال الحديدة تقديم العزاء في وفاة الصليحي. ونقل المتحدث عن الجنرال قوله: «إن خدمة العقيد الصليحي كضابط اتصال ميداني على الخطوط الأمامية لمدينة الحديدة ستبقى دوماً محل تقدير من قبل الأمم المتحدة».
ويجزم دوجاريك بأن «الجنرال على دراية تامة ببواعث قلق حكومة اليمن، ويعتزم مناقشة أفضل الطرق لحلها مع الفريق الحكومي للجنة تنسيق إعادة الانتشار. وعلى الرغم من التحديات التي تمثلها جائحة فيروس كورونا، ستواصل بعثة الأمم المتحدة العمل على تهيئة بيئة مواتية لاستئناف عمل لجنة تنسيق إعادة الانتشار. ويعتمد الجنرال غوها على التزام الطرفين بالمضي قدماً في تنفيذ اتفاق الحديدة».
ويأتي ذلك في الوقت الذي تعتقد فيه الحكومة اليمنية، عبر تصريحات رسمية لمسؤوليها المعنيين بالملف، أن الاتفاقية غير قابلة للتنفيذ.
يشار إلى أن المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، قال في إحاطته الأخيرة، يوم 16 أبريل (نيسان) الحالي، إن انتهاكات وقف إطلاق النار في الحديدة «ما زالت قائمة ومتكررة بشكل يومي بالمستوى ذاته الذي تحدثت عنه في إحاطتي السابقة، وإثر الحادثة المؤسفة للإصابة الخطيرة لضابط ارتباط من طرف الحكومة اليمنية بنيران القناصة، توقف عمل لجنة تنسيق إعادة الانتشار والآليات المشتركة الخاصة بتنفيذ اتفاقية الحديدة عملياً».
وأضاف غريفيث: «بينما نجاهد جميعاً في المحافظة على الاستقرار في الحديدة، وإنجاز وقف لإطلاق النار في عموم اليمن كتعزيز بالتوازي، وهو الإنجاز الذي يلوح في الأفق الآن، من المهم، بل هو جوهري أن يستأنف الطرفان عمل لجنة تنسيق إعادة الانتشار والآليات المشتركة التي تدعمها. وأعلم أن زميلي الجنرال غوها ما زال مستمراً في جهوده للعمل مع الطرفين للحيلولة دون تدهور الوضع أو التأثر بتبعات التصعيد في مناطق أخرى».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
© Copyright 2024, All Rights Reserved, by Ta4a.net