الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ

((الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ

بقلم / سلامة مرجان

المال عصب الحياة أم وسخ الدنيا؟ هل المال كل شيء في الحياة؟

‏أسئلة ذات أهمية في الحياة لابد أن نسأل أنفسنا ونجد لها أجوبة صادقة

ويقال أن “الفلوس تغير النفوس” وهو ما أشعر به أكثر يوماً بعد يوم في تعاملاتي المالية، وبالأخص في بلاد الغربة. حيث أن العالم مادي بامتياز

ومن الجانب الديني يردد الناس الآية الكريمة “المال والبنون زينة الحياة الدنيا” و كثيراً ما نغفل عن تتمة الآية وهي “والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملاً”

يقول أحد الحكماء (لا تجعل المال فوق رأسك فيدفنك في الأرض، واجعله تحت قدميك ليرفعك عن الأرض)، وقد تأملت في هذه العبارات الجميلة ووجدتها فعلاً نموذجاً رائعاً ووصية عظيمة بشأن المال والذي كاد أن يستولي على حياتنا وأن يصبح الهاجس الأوحد لكثير من الناس والذين لم يتمكنوا من معرفة الطريقة المثلى للتعامل مع المال ولم يعرفوا كيف يواجهون التحديات التي يوجدها المال سواء عند وفرته وسيولته أو شحه وقلِّته

والحق أن شهوة حب المال عمت غالب الخلق حتى فُتِنوا بالدنيا وزهرتها، وصارت غاية قصدهم: لها يطلبون، وبها يرضون، ومن أجلها يغضبون، وبسببها يوالون، وعليها يعادون، وكم قُطِعت أرحام في سبيلها، وسُفِكت دماء بسببها، ووقعت فواحش من أجلها، ونزلت القطيعة وحلَّت البغضاء، وفُرِّق بين الأخ وأخيه، وتقاتل الأب مع ابنه، وتعادى الأصحاب والخلان، والسبب: دنيا

يقال أيضاً “ان كتر مالي كل الناس خلاني وان قل مالي كل الناس دشماني” – شعرت كم من الأصدقاء قد أكسب بفضل المال، ولربما كان أكثرهم مزيفون. وللأسف، أصبح هناك من يرى أن الشخص لا يساوي إلا ما في جيبه، ولا ينظر إلى الأخلاق والقيم، وهي الأساس، وأنه لا فخر بالمال والنسب، بل الفخر بالعلم والأدب، وهناك من باع دينه ومبادئه وشرفه وكرامته لأجل المال

والحق أن شهوة حب المال عمت غالب الخلق حتى فُتِنوا بالدنيا وزهرتها، وصارت غاية قصدهم: لها يطلبون، وبها يرضون، ومن أجلها يغضبون، وبسببها يوالون، وعليها يعادون، وكم قُطِعت أرحام في سبيلها، وسُفِكت دماء بسببها، ووقعت فواحش من أجلها، ونزلت القطيعة وحلَّت البغضاء، وفُرِّق بين الأخ وأخيه، وتقاتل الأب مع ابنه، وتعادى الأصحاب والخلان.

ويل للمكثرين إلا من قال بالمال هكذا وهكذا وهكذا، أربع عن يمينه وعن شماله ومن قُدَّامه ومن ورائه »، وصدق القائل:

فلو كانت الدنيا جزاءً لمُحسِنٍ ** إذا لم يكن فيها معاش لظالم

لقد جاع فيها الأنبياء كرامة ** وقد شبِعت فيها بطون البهائم

مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ

لقد أصبح المال من أهم الأشياء التي يبحث عنها الكثيرين وهو الدافع الأول لهم للقيام بأي شيء ، فنسمع عن شخص لا يقول الحق من أجل المال وأخر يبيع ضميره ويرتشي من أجل الحصول على المال ، وقد تختلف التضحيات المقدمة لكن الهدف بالنسبة لأغلبية البشر واحد ، وهو الحصول على أكبر قدر من الأموال في حياته .

وتختلف نظرة البشر للأشياء التي يمكن أن يمتلكوها بواسطة الأموال ، فهناك من يرى أن المال يشتري السعادة وراحة البال

مَثل الغني الغبي

13 وَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ بَيْنِ الْجَمْعِ: «يَا مُعَلِّمُ، قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي الإِرْثَ!» 14 وَلكِنَّهُ قَالَ لَهُ: «يَا إِنْسَانُ، مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِياً أَوْ مُقَسِّماً؟» 15 وَقَالَ لِلْجَمْعِ: «احْذَرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ الطَّمَعِ. فَمَتَى كَانَ الإِنْسَانُ فِي سِعَةٍ، لَا تَكُنْ حَيَاتُهُ فِي أَمْوَالِهِ». 16 وَضَرَبَ لَهُمْ مَثَلاً، قَالَ «إِنْسَانٌ غَنِيٌّ أَنْتَجَتْ لَهُ أَرْضُهُ مَحَاصِيلَ وَافِرَةً. 17 فَفَكَّرَ فِي نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَعْمَلُ وَلَيْسَ عِنْدِي مَكَانٌ أَخْزِنُ فِيهِ مَحَاصِيلِي؟ 18 وَقَالَ: أَعْمَلُ هَذَا: أَهْدِمُ مَخَازِنِي وَأَبْنِي أَعْظَمَ مِنْهَا، وَهُنَاكَ أَخْزِنُ جَمِيعَ غِلَالِي وَخَيْرَاتِي. 19 وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ، عِنْدَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مَخْزُونَةٌ لِسِنِينَ عَدِيدَةٍ، فَاسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي! 20 وَلكِنَّ اللهَ قَالَ لَهُ: يَا غَبِيُّ، هذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ، فَلِمَنْ يَبْقَى مَا أَعْدَدْتَهُ؟ 21 هَذِهِ هِيَ حَالَةُ مَنْ يَخْزِنُ الْكُنُوزَ لِنَفْسِهِ وَلا يَكُونُ غَنِيًّا عِنْدَ اللهِ!»

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
© Copyright 2024, All Rights Reserved, by Ta4a.net