خلص تقرير للجيش الأميركي إلى أن القضاء على زعيم «تنظيم داعش» أبو بكر البغدادي، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لم يُوقف عمليات التنظيم الإرهابية، ولم يؤد إلى تدهور فوري لقدراته. وحذّر من أن الانسحاب المحتمل للقوات الأميركية من العراق قد يؤدي «على الأرجح» إلى عودة ظهور متشددي «داعش».
وكانت القيادة المركزية الأميركية ووكالة الاستخبارات العسكرية قامتا بتقييم تأثير مقتل البغدادي على قدرات «داعش»، وقدمتا التقرير لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). وأوضح التقرير أن «داعش» ينفّذ خططه من دون توقف رغم مقتل البغدادي.
ونقل التقرير عن القيادة الأميركية الوسطى المسؤولة عن القوات الأميركية في الشرق الأوسط، أن التنظيم «حافظ على لحمته، مع هيكلية قيادة بقيت على حالها وشبكات سرية في مدن ووجود في غالبية المناطق الريفية في سوريا».
واستنتجت كل من القيادة الأميركية الوسطى ووكالة الاستخبارات العسكرية أن مقتل البغدادي «لم يتسبب بأي تراجع فوري لقدرات التنظيم في العراق وسوريا».
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أعلن في 27 أكتوبر الماضي مقتل أبو بكر البغدادي في عملية شنتها قوات العمليات الخاصة الأميركية على موقعه في محافظة إدلب بشمال غربي سوريا. وبعد أقل من أسبوع، أعلن التنظيم تعيين أبو إبراهيم الهاشمي القرشي خليفة له.
ويعتبر تقرير القيادة المركزية الأميركية أن موت البغدادي هو أحدث دليل على استمرار العمل لهزيمة التنظيم الإرهابي، مشيراً إلى أن سياسة ضرب القيادات عالية المستوى في التنظيم قد لا تكون فعالة في القضاء على التهديد الذي لا يزال يشكله.
وأبلغت القيادة المركزية الأميركية مكتب المفتش العام في البنتاغون أنه في أعقاب مقتل البغدادي بقي «داعش» متماسكاً بهيكل قيادة وتحكم سليم، وشبكات سرية، ووجود للمتمردين في الكثير من المناطق الريفية في سوريا.
وتحاول فلول «داعش» حالياً إعادة تجميع صفوفها وشن هجمات، فضلاً عن التحريض على هجمات خارجية، على غرار الذئاب المنفردة في الغرب.
ومع تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران إثر مقتل قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال قاسم سليماني في بغداد في 3 يناير (كانون الثاني)، انعكس ذلك على العمليات العسكرية التي تنفذها قوات التحالف الدولي في العراق ضد «داعش». وعلقت القوات الأميركية عملياتها ضد التنظيم للتركيز على حماية قرابة 5200 عسكري أميركي في العراق.
ويقدم التحالف بقيادة أميركية التدريب والدعم الجوي للقوات العراقية منذ 2014 لمساعدتها في دحر «داعش». لكن تعليق عمليات التحالف أدى إلى وقف العمليات وشن الضربات الجوية بشكل مؤقت.
وكان البرلمان العراقي صوت على رحيل القوات الأميركية، لكن واشنطن رفضت ذلك. واستأنفت القوات العراقية عملياتها ضد المتشددين مع التحالف بقيادة أميركية في نهاية يناير.
وقال تقرير المفتش العام الأميركي: «لم يتضح هل ستكون القوات الأميركية قادرة على البقاء في العراق؟»، مضيفاً أنه «من دون وجود للقوات الأميركية في العراق، سيعاود (تنظيم داعش) على الأرجح الظهور» في هذا البلد.
وفي بغداد، أفادت وكالة الأنباء الألمانية بأن رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي أكد أول من أمس الثلاثاء موقف بلاده في خصوص تطبيق قرار البرلمان العراقي بانسحاب القوات الأجنبية من العراق. وشدد عبد المهدي خلال استقباله الجنرال كينيث ماكنزي قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي على «أهمية علاقات الصداقة بين البلدين والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والحرص على إبعاد العراق من أن يكون ساحة للصراع والعدوان على أي طرف كان». وقال إن «قرار مجلس النواب بانسحاب القوات الأجنبية يسهم بحفظ الأمن والاستقرار وتلبية المتطلبات والاحتياجات المتجددة للعراق وشعبه».
من جهته، أعرب الجنرال ماكنزي عن حرص بلاده «على استمرار التعاون المشترك ضد الإرهاب ودعم قدرات القوات العراقية وتدريبها وتعزيز أمن العراق واستقراره».