إستشارات

إمساك مزمن واحتباس الفضلات
> والدي كان لديه إمساك لفترة ويعاني من آلام في البطن. وبعد إجراء أشعة البطن، ذكر له الطبيب أن لديه تراكماً كبيراً في الفضلات بالأمعاء، ووصف له الحقن الشرجية. ما الكمية المتوقعة للإخراج حتى نتأكد من زوال هذا التراكم للفضلات؟
– هذا ملخص أسئلتك. ويصعب تقدير الكمية المتوقعة، لأن ذلك يختلف باختلاف حجم الجسم والطول والوزن والعمر ونوعية الأطعمة التي يتناولها ومدى شرب السوائل وطول مدة الإمساك. ولذا تختلف المصادر الطبية في ذكر حجم الفضلات التي يُمكن أن «يستوعبها» القولون عند احتباس الإخراج، والإمساك لفترة. وبعضها يشير إلى أنها تتراوح ما بين 2 إلى 8 كيلوغرامات، بينما يذكر بعضها أن ثمة حالات ثبت احتواء القولون على أكثر من تلك الكمية عند الإمساك المزمن. وفي بعض الدراسات التي قيّمت مدى انخفاض الوزن بمجرد تنظيف كامل القولون من الفضلات لأشخاص «لا يُعانون من الإمساك»، تمت ملاحظة أن متوسط انخفاض الوزن يتراوح ما بين 2 إلى 3 كيلوغرامات.
ولاحظ أن المُتوقع صحياً من الإنسان الطبيعي أن يُخرج فضلات بوزن نحو 200 غرام في اليوم.
إن تراكم فضلات الطعام في الأمعاء ليس فقط غير مرغوب فيه للشخص السليم الخالي من أي أمراض مزمنة، ولكنه أيضاً ضار بصحته. ومن مظاهر ذلك زيادة الوزن والشعور بالتعب والإنهاك، وتقلب المزاج. وفي حالات المُصابين بأمراض مزمنة، كضعف الكبد والكلى والقلب ومرضى ضغط الدم وشرايين القلب وأمراض الرئة المزمنة، ربما يكون مضراً بشكل أكبر.
وثمة عدة وسائل علاجية ينصح بها الطبيب لتعجيل إفراغ القولون من الفضلات وإعطاء الراحة المريض.
أما بالنسبة لتقييم نجاح زوال تراكم الفضلات، فإن هذا يتم بالمتابعة المنزلية والإكلينيكية. وتحديداً، رصد مدى زوال الإمساك باتباع طرق الوقاية، عبر: شرب الماء بكمية كافية، وتناول الأطعمة الغنية بالألياف، وتقليل تناول اللحوم الغنية بالبروتينات، وممارسة المشي، واتباع العادات الصحية في الذهاب إلى المرحاض عند بدء الشعور بالرغبة في إخراج الفضلات وعدم تأجيل الاستجابة لتلك الرغبة للجسم، ومتابعة ذلك كله ممنْ يتولى رعايته المنزلية والاهتمام بجوانب صحته. وأيضاً بالمتابعة الإكلينيكية من قبل الطبيب في معرفة سبب الإمساك واحتباس الفضلات، ومعالجته، ومدى الحاجة المؤقتة لتناول أدوية تُسهّل ذلك. والأهم، هل يطلب الطبيب إجراء فحوصات أخرى.
وإذا كان الأمر هو مجرد إمساك مزمن، غالباً، قد لا يضطر الطبيب إلى إعادة إجراء الأشعة للبطن، ومقارنتها بالأشعة السابقة في تقيم مدى زوال تراكم الفضلات.

نزيف الدماغ وبطء النبض
> حصل لوالدي نزيف في الدماغ وسبب له غيبوبة، والآن تم نقله للبيت بعد مكوثه في المستشفى لمدة شهر. ما نصائحكم لتمريضه في المنزل، وما سبب انخفاض نبضات القلب إلى تحت الـ60. وما هو الطبيعي لحالته؟
خالد الزبيدي – بريد إلكتروني

– هذه مجموعة أسئلتك في رسالتك. وتَحدُث السكتة الدماغية النزفية عندما يحدث تسريب دموي من الأوعية الدموية في الدماغ. ويُمكن أن تُسبب السكتة الدماغية في بعض الأحيان إعاقات مؤقتة أو دائمة، بناءً على المدة التي يَفتقر فيها الدماغ لتدفُق الدم وحسب الجزء المُصاب. وذلك مثل:
– فقدان قدرة تحريك العضلات وعدم القدرة على المشي أو تقليب الجسم على الفراش أو العناية بالذات
– صعوبات في فهم اللغة والتحدث أو البلع
– فقدان الذاكرة أو ضعفها أو صعوبات التفكير
– صعوبات السيطرة الانفعالية أو اضطرابات المزاج والمشاعر أو الاكتئاب،
– الألم أو تنميل أو أحاسيس غريبة أخرى في بعض أجزاء من أجسامهم
– ضعف القدرة على ضبط عمليات الإخراج.
وتجدر ملاحظة أن تأثير السكتة الدماغية على المُصاب يتوقّف على منطقة المخ التي أُصيبت ومقدار الأنسجة التي لحقها الضرر. وإذا أصابت السكتة الدماغية الجانب الأيمن من المخ، فقد يتأثَر كلٌ من الحركة والإحساس في الجانب الأيسر من الجسد. وإذا أصابت السكتة الدماغية الجانب الأيسر من المخ، فقد يتأثَر كلٌ من الحركة والإحساس في الجانب الأيمن من الجسد، وربما أيضاً الكلام واللغة.
وفي المستشفى، يركز العلاج الطارئ للسكتة الدماغية النزفية على التحكم في النزيف وتقليل الضغط على الدماغ داخل الجمجمة، الناجم عن مقدار حجم كتلة دم النزيف. وكذلك معرفة سبب النزيف ومعالجته لمنع تكرار حصول هذه المشكلة، وضبط المعالجة لأي حالات مرضية مرافقة.
وبعد استقرار حالة الوعي لدى المريض، تبدأ عملية إعادة التأهيل، لمساعدة المريض على استعادة أكبر قدر ممكن من الوظائف والعودة إلى عيش حياة مستقلة.
وقبل مغادرة المستشفى، وبالتشاور مع ذوي المريض، سيُوصي الطبيب باتباع برنامج علاجي تأهيلي يُمكن التأقلم معه، استناداً إلى السن ومستوى الصحة العامة، ودرجة الإعاقة الناتجة عن السكتة الدماغية، ونمط حياة واهتمامات وأولويات المُصاب، ومدى توفُر مساعدة أفراد العائلة.
وبعد الخروج من المستشفى، يمكن متابعة البرنامج في وحدة إعادة التأهيل في المستشفى نفسه، أو وحدة إعادة تأهيل أخرى كمريض خارجي، أو في المنزل. وتشمل الجوانب الأساسية للتأهيل والعناية: المتابعة الطبية لضبط معالجة أي حالات مرضية موجودة، والتغذية، والعلاج الطبيعي لتنمية قدرات الحركة، ومتابعة عملية البلع والعناية بالفم، والعناية بعمليات الإخراج، والعناية بنظافة الجسم وبوضعية الجسم خلال النوم لمنع تكوّن القروح الجلدية. ويُلحق بها كل من: علاج النطق، والعلاج النفسي، وإعادة التواصل الأسري والاجتماعي والترفيهي.
ويختلِف التعافي من السكتة الدماغية من شخصٍ لآخر، بناء على عدة مُعطيات تتم مناقشتها مع الطبيب المعالج.
ولاحظ أن السكتة الدماغية هي حَدَث يُغيّر مجرى الحياة، ويُمكن أن تُؤثّر على السلامة العاطفية بقدر تأثيرها على الوظيفة الجسدية. ويشعر المريض بالعجز والإحباط والاكتئاب وعدم الاكتراث وتغيّرات في المزاج. ولذا فإن الحفاظ على الثقة بالذات، والأمل، والاتصال بالآخرين، والشغف بالعالم، هي أجزاء أساسية من رحلة التعافي. وفي هذا كله يحتاج المريض دعم أفراد أسرته وتواصلهم معه.
أما بالنسبة لبطء نبض القلب الذي لم يكن موجوداً من قبل، فإن من الممكن أن ينخفض نبض القلب بشكل مؤقت خلال الفترة الحرجة التالية للإصابة بالسكتة الدماغية. أما عند استمراره لهذه المدة التي ذكرت، فإن الأمر يتطلب معرفة السبب. وخاصة حينما ينخفض إلى أقل من 40 نبضة في الدقيقة. وقد يكون ذلك بسبب التقدم في العمر وتلف أنسجة أجزاء من القلب، أو وجود أمراض في القلب، أو تناول أدوية تتسبب بانخفاض النبض، أو وجود اضطرابات في الغدة الدرقية، أو اختلال مستويات بعض المواد في الدم كالبوتاسيوم أو الكالسيوم، أو انقطاع التنفس أثناء النوم، أو غيره من الأسباب. وهذا الجانب يتعامل معه الطبيب في معرفة السبب بإجراء عدد من الفحوصات، وكيفية معالجته إذا تطلبت الحالة ذلك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
© Copyright 2024, All Rights Reserved, by Ta4a.net