“معبد الكرنك” وثيقةٌ تاريخيةٌ كبرى شهدت مرور 30 حاكمًا مصريًا

أكّد الباحث الأثري محمد حلاوة المنسق العام لفريق كنوز أثرية للوعي الأثري، أن "معبد الكرنك" مِن أكبر المعابد في مصر القديمة والأكبر المعابد عالميا، ويتميز معبد الكرنك باحتوائه على عدد كبير من المنشآت المعمارية المقدّسة، والتي أضافها حكّام مصر الفراعنة وغيرهم من عصر الدولة المصرية الوسطى وإلى العصر الروماني على مدار ألفي عام، وهذا ما يجعل معبد الكرنك وثيقة تاريخية كبرى، تحتوي على النقوش والنصوص المصرية القديمة على الجدران.
ونسلّط الضوء عن أهم معالم السياحة في الأقصر منها "معبد الكرنك" ونبذة تاريخية لكنوز مجمع معابد الكرنك، وتتعرف على المنطقة المحيطة بالكرنك.
نبذة عن "معبد الكرنك"
أكد "الباحث الأثري محمد حلاوة" أن معبد الكرنك يقع في غرب طيبة، ويبعد شمالا عن معبد الأقصر نحو 3 كيلومترات مربع، ويعتبر المعبد هو المعبد الرئيسي للإله آمون، وهو مجموعة من المعابد والبنايات والأعمدة، وتم بناء المعبد للثالوث الإله آمون رع، وزوجته الإلهة موت، وابنهما الإله خون سو.
وأوضح الباحث الأثري أنه تم بدء البناء في معبد الكرنك في عهد ملك مصر سنوسرت الأول في الدولة الوسطى، واستمر حتى العهد الروماني، وشهدت هذه الفترة الطويلة حكم 30 حاكمًا مصريًا ساهموا في توسعاته.
معبد "بر آمون"
كان معبد الكرنك يعرف باسم بر آمون "بيت آمون"؛ أما في الدولة الوسطى الأسرة "أحد عشر واثنا عشر" فكانت المنطقة المحيطة بالكرنك تسمى "بيت – سوت" المكان المختار، كما اتخذ العديد من الأسماء الأخرى منها نيسوت – توا؛ تم تحريفه ليصبح معبد الكرنك، وأشار الباحث الأثري حلاوة إلى أن معبد الكرنك يعد ثاني أكبر مجمع ديني قديم في العالم؛ كما يعتبر ثاني أكثر المواقع التاريخية زيارة في مصر بعد أهرامات الجيزة.
معبد "بيت"
ويتكون من أربعة أجزاء رئيسية هي فناء آمون رع، ومقاطعة "موت"، ومقاطعة "مونتو" ومعبد أمنحتب الرابع الذي تم تفكيكه، بالإضافة إلى عدد قليل من المعابد الصغيرة والمقدسات التي تربط بين مقاطعة موت، ومعبد آمون رع، ومعبد الأٌقصر.
معبد الإلهة "موت"
يقع هذا المعبد جنوب مجمع معابد الكرنك، هذا المعبد هو الذي شيده "أمنحتب الثالث" إكراما لتلك الإلهة "موت" زوجة الإله "آمون"، والتي كانت تمثل على هيئة أنثى العقاب أو على شكل امرأة تحمل تاجي مصر، وأحيانا كانت تظهر بنفس الشكل الذي به الإلهة "سخمت" التي كان يرمز إليها بشكل لبؤة، وهذا المعبد أصيب بتلف عظيم أيام الثورة الآتونية في عصر "إخناتون"، ولكنه أصلح في عهد الملك "توت عنخ آمون"، ثم في أيام ملوك الأسرة الحادية والعشرين.
وأضاف إليه الملك "بطليموس الأول" بعض المباني وخاصة بوابته الكبرى، لم يبقَ من الفناء الأول لهذا المعبد سوى بعض الأنقاض، ونصل بعدها إلى البوابة الثانية التي زين مدخلها بصورة الإله القزم "بس" رب السرور.
معبد آمون-رع
يتألف المعبد من محراب يقع فى أقصى الناحية الشرقية، وقد أُعد هذا المحراب لحفظ تماثيل الإله "آمون" وعائلته، ويعرف هذا المكان "بقدس الأقداس" الذى كان الظلام يلفه! فقد كان الإله آمون – رع بالنسبة للمصري القديم هو الإله الخفي خالق الحياة والذي يجسد هبة الحياة، وكان يصور على شكل رجل يعلو رأسه تاج بريشتين راسيتين، وفي أحياناً أخرى كان يأخذ شكل وزة أو ثعبان.
طريق الكباش
كان طريق الكباش يمثل البوابة الرئيسية لـ"معبد الكرنك"، وهو عبارة عن صفين من التماثيل لمجموعة من الكباش، كان يُسمى قديما بطريق وات نثر وبمجرد العبور من البوابة نجد فناء آمون رع بدأ العمل في بناؤه خلال الأسرة الـ18 عندما أصبحت طيبة عاصمة مصر القديمة الموحدة وعلى اليسار منه يوجد أحد أعمدة الطريقة بالإضافة إلى تمثال بينوزم الأول، وعلى اليمين يوجد معبد رمسيس الثالث.
"البحيرة المقدسة"
في قلب معبد الكرنك توجد البحيرة المقدسة، تلك البحيرة التي ما زالت تعتبر سر من أسرار المصريين القدماء، بمياهها الثابتة التي لا تجف طوال العام، رغم بعدها عن نهر النيل، ورغم مرور 3 آلاف سنة على وجودها، منذ حُفرت في عهد الملك الأسطورة تحتمس الثالث سادس فراعنة الأسرة الـ18، وحتى الآن، والغريب أنها لا تجف رغم عوامل الفقد والبخر والتسرب، حتى أن نساء الأقصر أصبحوا يعتقدون بقدسيتها، ويذهبون إليها للتبرك بها.
سرد تاريخ الكنوز القديمة
يقدم معبد الكرنك للزوّار عرض الصوت والضوء بلغات مختلفة لشرح تاريخ وإنجازات بعض عظام الفراعنة، مع سرد الكنوز القديمة، مع سير الزوّار بداخل المعابد، كما يستيقظ الفراعنة لسرد قصص مثيرة بصحبة الموسيقى التصويرية، للتعرف على كافة المعلومات عن معبد الكرنك والإله آمون، مع المؤثرات الصوتية والاضاءة، وشخصيًا أنصحك بحضور هذا العرض، وأضاف "الباحث الأثري محمد حلاوة" إن معبد الكرنك يحتوي على مرفأ صغير الحجم يقع على ضفاف نهر النيل، كان يستخدم في الطقوس الخاصة بزيارة الإله آمون.
ويحتوي معبد الكرنك على طريق الإله والذي يقع قبل واجهة المعبد والذي يقع على جانبيه صف من التماثيل التي تقع على جانبي الطريق وتتمثل على شكل أبي الهول برأس كبش.
فناء "البريستول"
كذلك يوجد في معبد الكرنك فناء "البريستول"، وهو فناء مكشوف للعامة، مخصص لتتويج الملك، وصالة حوليات تحتوي على النصوص التاريخية وتقع بالقرب من قدس الأقداس.
الحملات العسكرية
وأيضًا صالة حوليات تختص بالحملات العسكرية، وقد تم اكتشاف بها بعض الحجرات الصغيرة والتي تم تسميتها بحجرات الأجداد وتحتوي على أسماء 61 ملك من ملوك مصر القديمة وتم نقله الحجر إلى متحف اللوفر بباريس.
المسلات
تعدّ جزءا مهما من الأجزاء العمرانية في معبد الكرنك، وكان المعبد يحتوي على العديد منها، ولكن لم يتبق منها إلا مسلتان فقط الأولى خاصة بالملك تحتمس الأول، والأخرى للملكة حتشبسوت، فقد تم نقل معظمها إلى إيطاليا، وفرنسا وأميركا، والقسطنطينية، وإنجلترا.

قد يهمك ايضا

الأقصر تشارك فى الاحتفال بيوم السياحة العالمى

عودة السياحة إلى الأقصر بعد انقطاع 5 أشهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
© Copyright 2024, All Rights Reserved, by Ta4a.net