«الوفاق» تربط انسحابها من محيط سرت برحيل «المقاتلين الأجانب»

أعلنت قوات موالية لحكومة «الوفاق» الليبية برئاسة فائز السراج، رفضها إخلاء مواقعها وفتح الطريق الرابط بين العاصمة طرابلس ومدينة سرت الاستراتيجية، فيما بدا كتمرد مبكر على اتفاقي جنيف وغدامس برعاية بعثة الأمم المتحدة، مع «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر.
وقالت القوات المساندة بغرفة عمليات سرت والجفرة التابعة للحكومة إنها «ترفض فتح الطريق والتواصل مع أي منطقة تحت سيطرة المرتزقة الأجانب الـ(فاغنر) و(الجنجويد) الذين سفكوا دماءنا ودمروا عاصمتنا الحبيبة وزرعوا الألغام وخلفوا المقابر الجماعية»، على حد تعبيرها.
ورغم أنها رحبت باجتماع لجنة «العشرة» العسكرية المشتركة بمدينة سرت، لكنها شددت على أنه لا مكان للمشير حفتر، في المرحلة المقبلة، واعتبرت أن «محاولة فرض الحل الواحد والأمر الواقع، لا يتماشى وتضحيات الشباب طوال السنوات الماضية وتهميشهم من قبل الحكومات المتعاقبة واستعمالهم في الحرب واستبعادهم في السلم والحوارات والمناصب السيادية».
وبعدما أكدت على تبعيتها وتنفيذها للأوامر الصادرة من السراج ووزير دفاعه صلاح النمروش، طالبت بخروج «مرتزقة الفاغنر والجنجويد»، وبضرورة محاسبة من ارتكب جرائم الحرب وقتل المدنيين، بالإضافة إلى توفير العلاج اللازم لعناصرها في الداخل والخارج.
وكانت بلدية سرت ناقشت، في اجتماع موسع مساء أول من أمس ترأسه رئيس مجلسها التسييري سالم عامر، الترتيبات والاستعدادات لاستضافة اجتماع اللجنة العسكرية برعاية بعثة الأمم المتحدة. وقال بيان للبلدية إن الاجتماع بحث جميع الترتيبات المتعلقة بالخدمات والتجهيز لموقعي احتضان اجتماع اللجنة بمدينة سرت، مشيراً إلى تفقد المجتمعين للمواقع المخصصة لمتابعة الترتيبات وأعمال التجهيز لقاعات الاجتماعات والمركز الصحافي المخصص لهذا الشأن.
في غضون ذلك، أشاد حفتر بـ«الدور الكبير» الذي تلعبه القبائل الليبية كافة وخاصة قبيلة المقارحة، في مساندة الجيش في حربه ضد الإرهاب، معرباً عن شكره وامتنانه لجهودهم المبذولة في سبيل دعم قوات الجيش.
ونقل بيان لمكتب حفتر عن وفد القبيلة، الذي التقاه بمقره في الرجمة خارج مدينة بنغازي بـ(شرق البلاد)، تجديد دعمه الكامل «لقيادة الجيش في مسيرتها (الظافرة) في الحرب على (الإرهاب) وفرض الأمن في ربوع البلاد كافة، مؤكدين كامل تقديرهم لكل الجهود التي تبذلها المؤسسة العسكرية».
بدوره، قال أوليفر أوفتشا سفير ألمانيا لدى ليبيا، إنه أجرى مساء أول من أمس، ما وصفه بـ«مكالمة بناءة» مع خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة قُبيل ملتقى الحوار السياسي الليبي. حيث ناقشا أهمية «المسؤولية والمرونة لدى جميع المشاركين تجاه تشكيل حكومة وحدة مؤقتة والتحضير للانتخابات».
في شأن آخر، نقلت وكالة الأنباء الليبية الموالية لسلطات شرق البلاد عن شهود عيان انتشارا لأعلام وشعارات تنظيم «داعش» الإرهابي بمدينة العجيلات، على بعد نحو 80 كيلومتراً غرب العاصمة طرابلس.
وتزامنت هذه المعلومات مع كشف مصادر محلية وأمنية عن وجود مجموعة من التنظيم المتطرف بالمدينة، قادمة من مدينة صبراتة بعدما شاركت كخلايا نائمة في الهجوم الذي شنته ميليشيات «الوفاق» على مناطق الساحل الغربي في مارس (آذار) الماضي، ومكن تركيا من السيطرة على المنطقة بحكم تحالفها العسكري مع حكومة السراج.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
© Copyright 2024, All Rights Reserved, by Ta4a.net