إصابات «ألفية» بـ«كوفيد ـ 19» في ليبيا

تغوّل مرض «كوفيد – 19» في 40 مدينة وبلدية ليبية، مخلفاً حالة مختلطة من الخوف واللامبالاة بين المواطنين في العديد من المناطق، بعدما سجل أرقاماً «ألفية» بإصابات جديدة، في وقت سمحت حكومة «الوفاق» في طرابلس بفتح المساجد في غرب البلاد، لإقامة جميع الصلوات.
وأعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض، في نشرته عن الحالة الوبائية في ليبيا، أمس، تسجيل 1031 عينة إيجابية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، بينها 769 حالة جديدة، و262 لمخالطين، وتتوزع بين 40 مدينة وبلدية في جميع أنحاء البلاد، بينها 520 حالة جديدة بمدينة طرابلس وحدها، و45 في الزاوية (غرب البلاد)، و35 في بنغازي (شرق ليبيا).
ونوّه المركز إلى أن القائمة الإجمالية للمصابين ارتفعت إلى 38468 حالة، تعافى منها 22410، وتوفى 602، مطالباً جميع المواطنين بضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية، والتخلي عن التجمع في المناسبات الاجتماعية، أو الأسواق.
في السياق ذاته، سمحت اللجنة العليا لمجابهة جائحة «كورونا»، التابعة لحكومة «الوفاق»، للهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية، أمس، بفتح المساجد لأداء جميع الصلوات، داعية إلى اتخاذ الإجراءات الاحترازية التي أصدرتها قبل ذلك في المساجد.
وقالت وزارة الصحة بحكومة «الوفاق»، إنها أنشأت «خيمة طبية» بقصد فرز المترددين على المستشفى الجامعي بطرابلس قبل السماح لهم بالدخول، بحيث يمر المريض بعدة محطات تختلف حسب وجود أعراض تتشابه مع أعراض فيروس «كورونا»، مشيرة إلى أن عدد المترددين على المستشفى يتراوح ما بين 1000 إلى 1500 مريض يومياً.
وتبدأ هذه المراحل بفحص درجة الحرارة ونبضات القلب ومعدل الأكسجين والوظائف الحيوية، وتنتهي بعزل من تثبت إيجابيته للفيروس، وإن كانت سالبة يسمح للمريض بدخول المستشفى وتلقي العلاج.
وكشف المصرف المركزي بطرابلس عن حجم الإنفاق المخصص لمكافحة الجائحة، وقال إن إجمالي أذونات الصرف المقدمة من وزارة المالية في حكومة «الوفاق» لهذا الغرض بلغ 966 مليون دينار، تم توفيرها من ميزانية الطوارئ خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي.
وأوضح المصرف المركزي، في بيان، أمس، أنه خصص 572 مليوناً لوزارة الصحة، و50 مليوناً للبلديات والمجالس المحلية، و95 مليوناً لجهاز الطب العسكري، و35 مليون دينار لجهاز خدمات الإسعاف والطوارئ، و151 مليوناً لجهاز الإمداد الطبي، و41 مليوناً للسفارات والقنصليات الليبية بالخارج، و22 مليوناً لوزارة التعليم.
في غضون ذلك، نعى فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي في طرابلس، اللواء سليمان العبيدي، الذي قضي صباح أمس، متأثراً بإصابته بالفيروس، مشيراً إلى أن الفقيد رحل وخلف «سيرة عطرة، ومسيرة حافلة بالعطاء وخدمة الوطن».
إلى ذلك، قالت اللجنة الطبية الاستشارية التابعة لحكومة شرق ليبيا، إنها عقدت مساء أول من أمس، دورة تدريبية برعاية المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة في مركز بنغازي الطبي.
وقال الدكتور حسين العوامي رئيس فريق الرصد والتقصي التابع للجنة الطبية الاستشارية لمكافحة «كورونا»، إن الدورة تستهدف رفع تدابير مكافحة العدوى، وطريقة جمع العينات، وآلية الرصد والتقصي، والاستجابة السريعة، بالإضافة إلى طرق التعامل مع حالات الاشتباه بفيروس كورونا والحالات المؤكدة إصابتها. ولفت إلى أن المُستهدفين في هذه الدورة أطباء الباطنة ومكافحة العدوى وعناصر التمريض والعاملون بالمرافق الصحية.
وبالرغم من جهود مكافحة الفيروس في ليبيا، إلا أن ما يعزز المخاوف من ازدياد انتشاره، حسب مسؤولين بالقطاع الصحي، رفض قطاع واسع من الليبيين في مدن عدة التعاطي مع أي إجراءات لمكافحة «كورونا»، مع إصرارهم على التجميع في الأسواق والمحال التجارية، ومختلف المناسبات الاجتماعية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
© Copyright 2024, All Rights Reserved, by Ta4a.net