اعتداءات يناير 2015 في باريس: من “شارلي إيبدو” لـ “إيبر كاشير”… محاكمة تاريخية مصورة تدوم 50 يوما

اعتداءات يناير 2015 في باريس: من "شارلي إيبدو" لـ "إيبر كاشير"… محاكمة تاريخية مصورة تدوم 50 يوما إعلان اقرأ المزيد <![CDATA[.a{fill:none;stroke:#9a9a9a;stroke-width:2px}]]>

تبدأ الأربعاء في العاصمة الفرنسية محاكمة أربعة عشر متهما بالاعتداءات التي نفذها ثلاثة إرهابيين جهاديين بين 7 و9 يناير/كانون الثاني 2015 في باريس وأسفرت عن مقتل 17 شخصا، بينهم تقريبا كل طاقم تحرير صحيفة "شارلي إبدو" الساخرة وثلاثة عناصر شرطة وزبائن متجر يهودي.

والمحاكمة، التي من المقرر أن تجرى بين الثاني من سبتمبر/أيلول والعاشر من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، هي الأولى من نوعها لهجوم جهادي في فرنسا منذ 2017 عندما تم النظر في الهجمات التي شنها محمد مراح على جنود ويهود في 2012 بمدينتي تولوز ومونتوبان (جنوب غرب).

كما أنها أول محاكمة تتعلق بالإرهاب يتم تصويرها، نظرا لـ "أهميتها للأرشيف القضائي". وكان من المقرر إجراؤها قبل الصيف لكن تم تأجيلها بسبب انتشار وباء فيروس كورونا المستجد.

من مجزرة "شارلي إيبدو" إلى مذبحة "إيبر كاشير"

بدأ الكابوس في صباح السابع من يناير/كانون الثاني 2015 عندما اقتحم الأخوان شريف وسعيد كواشي مقر صحيفة "شارلي إبدو" الأسبوعية الساخرة في الدائرة 11 في باريس (شرق العاصمة الفرنسية) وأطلقا الرصاص عشوائيا ليقتلا 11 شخصا غالبيتهم من هيئة التحرير. ثم لاذا بالفرار بعد أن قتلا الشرطي أحمد مرابط (42 عاما).

وتم القضاء على الإرهابيين الاثنين في 9 يناير/كانون الثاني، أي بعد يومين فقط من المطاردة، على أيدي القوات الخاصة التابعة للشرطة الفرنسية في مطبعة لجأوا إليها في دامارتان-أون-جول بشمال شرق باريس حيث كانا يحتجزان رهينة تم تحريره دون أن يصاب بأذى.

للمزيد- اعتداءات باريس نتيجة لتغير في "النظرية" الجهادية حدث عام 2005

وفي 8 يناير/كانون الثاني، قتل الإرهابي الجهادي أميدي كوليبالي شرطية (كلاريسا جان فيليب) في 27 من عمرها بينما كانت في طريقها للكشف عن حادث مروري عادي في بلدة مونروج. وكانت كلاريسا جان فيليب تشرف على حركة مرور السيارات عندما أصيبت بعيار ناري في الشريان السباتي، توفيت بعد نقلها إلى المستشفى.

في اليوم التالي، وبينما كانت القوات الخاصة تحاصر الأخوين كواشي، اقتحم كوليبالي متجرا يهوديا ("إيبر كاشير") قرب حي فانسين (شرق باريس) ليحتجز رهائن ثم يقتل أربعة منهم، كلهم يهود. وأردته الشرطة مقتولا في المكان ذاته.

"التواطؤ" في جرائم إرهابية و"تشكيل جماعة إجرامية"

يشتبه المتهمون الأربعة عشر في تقديمهم دعما لوجستيا لمرتكبي الهجمات. وسيحاكم ثلاثة منهم غيابيا بينهم صديقة كوليبالي، حياة بومدين، والأخوان محمد ومهدي بلحسين اللذان فرا قبل الهجمات مباشرة إلى المنطقة العراقية السورية. ورجحت تقارير غير مؤكدة رسميا أن الثلاثة قتلوا، لكنهم لا يزالوا خاضعين لمذكرات توقيف.

للمزيد- من ساحة الجمهورية… فرنسا تكرم ضحايا الهجمات الإرهابية في العام 2015

ووجه القضاء تهمة "التواطؤ" في جرائم إرهابية (التي يعاقب عليها بالسجن المؤبد) ضد محمد، أكبر الأخوين بلحسين، وضد علي رضا بولات الصديق المقرب لكوليبالي والذي سيكون من بين المتهمين. ويُشتبه في بولات أنه لعب دورا رئيسيا في التحضير للهجمات، ولا سيما في توفير الأسلحة.

أما المتهمين الآخرين فسيحاكمون بشكل أساسي بتهمة "تشكيل جماعة إرهابية إجرامية" ويواجهون عقوبة السجن لمدة عشرين عاما، فيما يمثل شخص واحد فقط طليقا تحت الرقابة القضائية بتهمة "الارتباط مع مجرمين"، وهي جريمة يعاقب عليها بالسجن عشر سنوات.

القضاء أمام "اختبار صعب"

واعتبرت المحامية صافية عكوري من فريق الدفاع أن القضاء، في ظل غياب "المسؤولين الرئيسيين" الذين لن يتمكنوا من "الإدلاء" بشهاداتهم، "سيخضع لاختبار صعب… والأمل كبير في الصرامة التي من حقنا أن ننتظرها منه".

للمزيد- السلطات الفرنسية أحبطت العديد من الهجمات على الريفيرا منذ اعتداء نيس

من جهتها، صرحت محاميتا ضحايا وعائلات صحيفة "شارلي إبدو" الساخرة، ماري لور باريه وناتالي سينيك: "هذه المحاكمة هي خطوة مهمة بالنسبة لهم. إنهم ينتظرون تحقيق العدالة لمعرفة من يقف وراء ذلك، مع العلم أن من ضغط على الزناد لم يعد موجودا".

أما محامي ضحايا "إيبر كاشير"، باتريك كلوغمان، فأكد أن "وفاة أميدي كوليبالي لا يعني أن المحاكمة لا تمثل رهانا كبيرا. فلولا المتهمين لما تمكن كوليبالي من التحرك".

وفي الإجمال، تقدم نحو مئتي شخص بدعاوى، فيما سيدلي بعض الناجين بشهاداتهم أمام المحكمة.

يُذكر أن الهجوم الجهادي الذي استهدف "شارلي إبدو" تبناه تنظيم "القاعدة في اليمن" الذي تم اعتقال أحد قادته (بيتر شريف، المقرب من الأخوين كواشي) في ديسمبر/كانون الأول 2018 في جيبوتي وتم تسليمه إلى فرنسا. وتم توجيه الاتهام إليه في هذا الشق، لكن لن يتم التطرق إلى تورطه المحتمل أثناء المحاكمة.

من جهته، ادعى كوليبالي أنه عضو في تنظيم "الدولة الإسلامية".

للمزيد- شريف كواشي…من حب النساء والراب إلى التطرف

ولقد هزت "اعتداءات باريس" الرأي العام في فرنسا والعالم. وسار الملايين في 11 يناير/كانون الثاني 2015 في شوارع العاصمة الفرنسية، بينهم عدة رؤساء دول وحكومات تنديدا بها.

لكن دوامة الرعب بلغت ذروتها في 13 نوفمبر/تشرين الثاني من العام ذاته مع هجمات أخرى متزامنة في باريس وضواحيها الشمالية (لا سيما في مسرح باتاكلان بالدائرة 11 وفي محيط ملعب "ستاد دو فرانس" بسان دوني قبيل مباراة ودية بين "الديوك" وألمانيا) خلفت 130 قتيلا وأكثر من 350 جريحا.

واستمر الإرهاب في حصد الأرواح حيث شهدت فرنسا اعتداء مروعا بمدينة نيس (جنوب شرق) في يوم عيدها الوطني في 14 تموز/يوليو (2016) عندما انقض مهاجم بشاحنته على الحشود المتجمعة لمشاهدة عرض الألعاب النارية التقليدي فقتل 84 منهم على الأقل.

وإجمالا، أدت سلسلة الاعتداءات التي شهدتها فرنسا منذ كانون الثاني/يناير 2015 إلى مقتل 258 شخصا.

أبرياء راحوا ضحايا هجمات إرهابية

لكن الهجمات الإرهابية ليست مسالة أرقام وإحصاءات فحسب، بل قضية مأساوية طالت أشخاصا أبرياء، من صحافيين وموظفين في الدولة أو عمال وزبائن متجر يهودي.

للمزيد- الهجمات الإرهابية الأشد دموية في فرنسا منذ أربعين عاما

ففي صحيفة "شارلي إيبدو"، سقط أول ضحايا الهجمات، عامل الصيانة فردريك بواسو (42 عاما) بعد عدم تمكنه من الإجابة على السؤال "أين شارلي؟"، فأصيب برصاصة في شقة الناطور ومات بين ذراعي زميل له.

وبمقر الصحيفة، قتل الأخوان كواشي عشرة أشخاص في أقل من دقيقتين. ومن بينهم رساما الكاريكاتير ستيفان شاربونييه المكنى شارب (47 عاما) مدير الصحيفة منذ 2009، وجان كابو المكنى كابو (76 عاما) وفيليب أونوري (73 عاما) وبرنار فيرلاك المكنى تينيوس (57 عاما) وجورج وولنسكي (80 عاما).

مصطفى وفرانك وإلزا…

ومن بينهم أيضا ثلاثة متعاونين، هم الخبير الاقتصادي برنار ماري (68 عاما والطبيبة النفسية إلزا كياط (54 عاما) ومصحح الصحيفة مصطفى أوراد (60 عاما).

والضحايا الآخرون هم ميشال رينو (69 عاما)، مؤسس مهرجان عن السفر في كليرمون فيران (وسط فرنسا)، وفرانك برينسولارو (49 عاما) الضابط والعضو في فريق الحماية المكلف تأمين القادة الفرنسيين والأجانب الذين يزورون فرنسا، والشرطي أحمد مرابط (42 عاما) الذي تم تصفيته بدم بارد على الرصيف بعد أن جرح أثناء تبادل إطلاق النار مع المهاجمين.

فرانسوا ويوهاف وكلاريسا…

وبمتجر "إيبر كاشير" للسلع اليهودية، قتل أمين المستودع يوهان كوهين (20 عاما)، ثم مدير المبيعات في شركة استشارات للمعلوماتية فيليب أبراهام (45 عاما) والمتقاعد فرانسوا ميشيل سعادة (63 عاما)، والطالب التونسي يوهاف حطاب (21 عاما) الذي كان قد جاء للإقامة في فرنسا منذ أقل من عام.

وكان أميدي كوليبالي أطلق النار على الشرطية كلاريسا جان فيليب (27 عاما) في مونروج، وتوفيت بعد نقلها إلى المستشفى.

علاوة مزياني / أ ف ب

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

اشترك

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24

Download_on_the_App_Store_Badge_AR_RGB_blk_102417 <![CDATA[.cls-1{fill:#a7a6a6;}.cls-2,.cls-6{fill:#fff;}.cls-3{fill:#5bc9f4;}.cls-4{fill:url(#linear-gradient);}.Graphic-Style-2{fill:url(#linear-gradient-2);}.cls-5{fill:url(#linear-gradient-3);}.cls-6{stroke:#fff;stroke-miterlimit:10;stroke-width:0.2px;}]]>google-play-badge_AR

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
© Copyright 2024, All Rights Reserved, by Ta4a.net