رفض لمحاكمة كاشفي مقتل عنصر مخابرات تركي في ليبيا

طالب كمال كليتشدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، بإطلاق سراح الصحافيين المعتقلين على خلفية نشر أخبار عن مقتل أحد عناصر المخابرات التركية في ليبيا ونقله إلى تركيا، ودفنه سراً في ظل تعتيم شديد من حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان. وأكد كليتشدار أوغلو رفضه التام للائحة الاتهام الموجهة للصحافيين، التي تطالب بحبسهم لمدد تتراوح، بين سبعة أعوام و18 عاماً.
واعتقلت السلطات التركية في مارس (آذار) الماضي 6 صحافيين بسبب نشر تقرير عن مقتل عنصر من المخابرات التركية في ليبيا، بموقع «أوضه تي في» الإخباري، مع مقطع فيديو قال الموقع إنه لمراسم دفنه في ولاية مانيسا غرب تركيا، التي جرت بشكل سري، ودون حضور أي أحد من مسؤولي الدولة.
وجرى اعتقال كل من باريش تورك أوغلو، وهوليا كلينج، وباريش بهلوان، وآيدين كسر، وفرحات تشيليك ومراد آغر أل، وهم من صحافيي ومسؤولي الموقع، الذي أغلق لاحقاً بتهمة «انتهاك قانون المخابرات».
في سياق متصل، طالبت تركيا المجتمع الدولي بالتحرك الفوري للرد على إعلان قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، تنصيب نفسه حاكماً على ليبيا، واتهمته بالعمل على إقامة ما سمته «ديكتاتورية عسكرية»، وجددت دعمها لحكومة الوفاق الوطني، برئاسة فائز السراج.
وقالت وزارة الخارجية التركية، في بيان أمس، إن إعلان حفتر نفسه حاكماً «يؤكد رفضه للحوار السياسي وللجهود الدولية، بما في ذلك نتائج مؤتمر برلين، ويظهر مجدداً هدفه في إقامة ديكتاتورية عسكرية في ليبيا».
وأضاف البيان أن «الهجمات التي يواصل حفتر منذ أكثر من عام… فاقمت الحالة الإنسانية في البلاد»، مشيراً إلى أن استمرار الحصار المفروض على إنتاج النفط يعيق الإمدادات الطبية التي يحتاجها الشعب الليبي لمواجهة وباء «كورونا»، وأنه لم يتردد أيضاً في استخدام المياه «كوسيلة ضغط في ليبيا».
وتابع البيان: «ينبغي على المجتمع الدولي التحرك الفوري للرد على حفتر، الذي ينوي دون شك إنشاء نظام عسكري في ليبيا».
وطالب البيان الدول الداعمة لحفتر ألا تنسى أنها ستكون شريكاً له في أفعاله بنظر الشعب الليبي، مضيفاً أن تركيا «ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب الليبي الشقيق، ودعم الجهود السياسية لحماية حكومة الوفاق الوطني وجميع المؤسسات الشرعية، التي شكلها الاتفاق الليبي، من مبدأ المسؤوليات التي تفرضها الروابط التاريخية العميقة لتركيا في المنطقة».
في السياق ذاته، قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، عمر تشيليك إن حفتر سعى للقيام بما سماه «محاولة انقلابية في ليبيا»، مؤكداً استمرار الحكومة التركية في دعم حكومة الوفاق الوطني، التي وصفها بـ«الشرعية».
وأضاف تشيليك، في مؤتمر صحافي مساء أول من أمس، عقب اجتماع اللجنة المركزية للحزب برئاسة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن «حفتر يحاول تفويض عدد من السلطات لنفسه، دون الاستناد إلى أي أساس قانوني، وقد سعى للقيام بمحاولة انقلابية في ليبيا».
مؤكداً أن تركيا «ستواصل دعم حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها من قبل الأمم المتحدة… ونحن نقيّم بشكل شامل جميع التطورات في ليبيا».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
© Copyright 2024, All Rights Reserved, by Ta4a.net