الشرعية تصف تصعيد الميليشيات بـ«التحدي السافر» للمجتمع الدولي

على وقع التصعيد الحوثي المستمر للعمليات العسكرية في أكثر من جبهة، وعدم التزام الجماعة بالهدنة المعلنة من قبل التحالف الداعم للشرعية، قالت الحكومة اليمنية إن ذلك يعد «تحدياً سافراً للمجتمع الدولي والأمم المتحدة».
وأكد وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محمد علي المقدشي، أن «ميليشيات الحوثي تواصل اعتداءاتها على مواقع الجيش الوطني في عدد من الجبهات، رغم التزام الجيش الوطني بمبادرة وقف إطلاق النار منذ بدء سريانها في 8 أبريل (نيسان) الحالي».
وذكرت المصادر الرسمية أن الحكومة اليمنية خلال اتصال مرئي مع وزير الدفاع أشارت إلى أن استمرار الجماعة الحوثية في تصعيدها العسكري واستهداف المدنيين بإطلاق الصواريخ الباليستية على الأحياء السكنية في مأرب وقصف الضالع والبيضاء وغيرها يهدد المساعي القائمة لإحلال السلام وتوحيد الجهود لمواجهة وباء كورونا. في غضون ذلك، أفادت مصادر عسكرية يمنية بأن معارك ضارية احتدمت أمس (الأربعاء) في جبهات قانية ومكيراس والصومعة في محافظة البيضاء، بين الجيش الوطني والميليشيات الحوثية، وسط تقدم للجيش المسنود من المقاومة الشعبية من أبناء القبائل.
وأكدت المصادر أن وحدات الجيش والمقاومة تمكنت من تحرير عدد من المواقع في مديريتي الصومعة ومكيراس، بما فيها مواقع «ذي مضاحي وشوكان وذي ظالم في ميمنة الحازمية بمديرية الصومعة، وموقع الإريل في مكيراس، في حين أدت المواجهات إلى سقوط قتلى وجرحى حوثيين».
وكان الاستهداف الحوثي للمدنيين في منطقة العقلة بمديرية الصومعة أدى يوم الثلاثاء إلى مقتل طفلة وإصابة والدتها، وذلك بالتزامن مع تصعيد الميليشيات وخروقها في مديرية التحيتا في الساحل الغربي جنوب الحديدة.
وصعّدت الجماعة الانقلابية خلال اليومين الماضيين من عملياتها العسكرية في الحديدة من خلال القصف على مواقع القوات المشتركة والقرى والأحياء السكنية في الريف الجنوبي للمحافظة، وزرع العبوات الناسفة في الطرقات والمزارع، بحسب ما أكده الإعلام العسكري اليمني.
وأعلنت القوات المشتركة إسقاط طائرة استطلاع حوثية، الثلاثاء، كانت تحلق على مواقعها في الدريهمي، جنوب الحديدة، كما أعلنت إبطال عبوة ناسفة، الأربعاء، في خط الجاح بمديرية بيت الفقيه.
وقالت قوات ألوية العمالقة الحكومية، المرابطة في جبهة الساحل الغربي، إن «القوات المشتركة أبطلت عبوة ناسفة زرعتها ميليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، في خط الجاح، بالقرب من مخيم غليفقة بمديرية بيت الفقيه، وقامت بتأمين المنطقة وتفكيك العبوة وإزالة الخطر من المكان الذي زُرعت فيه».
وذكرت القوات، في بيان لها، أن «مواطناً يدعى ياسر محمد عبيد الحداد (48 عاماً) أصيب، مساء الثلاثاء، بشظايا مقذوف ناري من قبل الميليشيات الحوثية أثناء وجوده أمام منزله الكائن في مدينة التحيتا، فيما تولت فرق الإنقاذ التابعة للقوات المشتركة نقله إلى المستشفى الميداني في الخوخة قبل أن يتم نقله إلى عدن نظراً لخطورة الإصابة».
وفيما تواصل الميليشيات الحوثية انتهاكاتها وتصعيدها في الحديدة، كان القائد العام للمقاومة التهامية، الشيخ عبد الرحمن حجري، أكد أن «الحسم العسكري لتحرير مدينة الحديدة ومينائها، هو الخيار والحل الوحيد واللغة الوحيدة التي تعرفها ميليشيات الحوثي الموالية لإيران». وذلك في كلمة ألقاها أمام عدد من ضباط وأفراد المقاومة التهامية في مدينة المخا.
وقال حجري إن «الميليشيات الحوثية لا تؤمن بالسلام، ولا تعترف بالمواثيق والعهود، ولا يمكن أن تلتزم بأي اتفاقية لا تخدم مشروعها الإيراني».
وفي محافظة الضالع (جنوب) استهدفت قوات الجيش، الثلاثاء، رتلاً عسكرياً للميليشيات الحوثية في حمام النبيجة بمديرية قعطبة، شمال الضالع، بجنوب البلاد، وذلك بعد إفشالها محاولات استعادة الانقلابيين مواقع خسروها في وقت سابق شمال الضالع.
وذكرت مصادر الإعلام العسكري أن القوات المشتركة أحكمت قبضتها على مواقع «شمال حبيل العِبدي وبلدات الخرازة وهِجِار وكثير من الجبال والمواقع العسكريَّة الاستراتيجيَّة كزُغُن مرجح، وسائلة هِجَار وسائلة نِمِرَة في قطاع باب غلق، مع تضييق الخناق على بلدة شليل، وأصبحت بعض المواقع تحت السّيطرة النارية للقوات المشتركة».
ونقل المركز الإعلامي لمحافظة الضالع عن مصدر عسكري قوله: «إن وحدات الدروع استهدفت رتلاً عسكرياً للميليشيات مكوناً من 3 أطقم قتالية، بالإضافة إلى جرافة كانت تستخدمها الميليشيات لشقّ طريق جديدة هناك». موضحاً أن «العملية النوعية التي نفذتها وحدة متخصصة من سلاح المدفعية أتت بعد رصد ميداني مباشر».
على صعيد آخر، أعلن المشروع السعودي لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام (مسام)، الذي ينفذه «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، مقتل العقيد علي سعيد الكلدي، قائد الفريق 30 «مسام» الخاص بجمع القذائف، متأثراً بجراحه إثر إصابته بانفجار لغم مضاد للأفراد قبل 10 أيام أثناء تأدية الواجب في منطقة الهاملي بمديرية موزع، غرب محافظة تعز.
وفي حين نعى مدير عام المشروع أسامة القصيبي، العقيد الكلدي، أوضح في تصريحات نقلها عنه الموقع الإلكتروني للمشروع أن 21 من عناصر البرنامج السعودي لنزع الألغام في اليمن «مسام» قتلوا منذ بدء المشروع، إضافة إلى أكثر من 16 جريحاً، أغلبهم خسروا أطرافهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
© Copyright 2024, All Rights Reserved, by Ta4a.net