كيف تباينت مواقف الصين وروسيا تجاه المحادثات بالسعودية عن أوكرانيا؟

كيف تباينت مواقف الصين وروسيا تجاه المحادثات بالسعودية عن أوكرانيا؟العالمنشر الثلاثاء، 08 اغسطس / آب 20235 دقائق قراءة

تقرير من إعداد نادين إبراهيم، ضمن نشرة الشرق الأوسط البريدية من CNN. للاشتراك في النشرة (اضغط هنا)

أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– أشادت الصين، الاثنين، بالمحادثات التي عقدت خلال القمة التي استضافتها مدينة جدة السعودية، خلال نهاية الأسبوع، بهدف إيجاد صيغة للسلام في أوكرانيا، بعد أن حضر مبعوث صيني القمة، التي وصفتها روسيا بأنها "محكوم عليها بالفشل".

قد يهمك أيضاً

أمريكا تعلق على مشاركة الصين في اجتماع بالسعودية عن الأزمة الأوكرانية

وقالت وزارة الخارجية الصينية، في بيان، إن القمة ساعدت في "تعزيز الإجماع الدولي على إيجاد حل سلمي للصراع".

وجمعت القمة أكثر من 40 دولة، بما في ذلك أوكرانيا والولايات المتحدة والدول الأوروبية ودول مجموعة البريكس- وربما لم يراقب أي منها عن كثب مثل الصين، أقوى حليف لروسيا.

وذكرت وسائل إعلام رسمية أن مسؤولين في الكرملين قالوا إن روسيا لم توجه لها دعوة لحضور المحادثات لكنها تراقبها.

وبينما لم تسفر القمة عن أكثر من مجرد تعهد بإجراء مزيد من المناقشات في المستقبل، أشادت أوكرانيا بحضور الصين باعتباره "انتصارا دبلوماسيا".

وابتعدت بكين عن جولة سابقة من المحادثات التي عقدت في الدنمارك خلال يونيو/ حزيران لكنها عمقت العلاقات مع السعودية في السنوات الأخيرة.

وحصلت الصين على مقعد بارز على طاولة المفاوضات في جدة، في الصور التي نشرتها وكالة الأنباء السعودية، جلس مستشار الأمن الوطني السعودي مساعد بن محمد العيبان بين نظيره الأمريكي، جيك سوليفان ، والممثل الصيني الخاص للشؤون الأوراسية لي هوي.

وقالت وزارة الخارجية الصينية، لوكالة "رويترز" للأنباء، في بيان، إن لي "أجرى اتصالات مكثفة مع جميع الأطراف بشأن التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية، واستمع إلى آراء ومقترحات جميع الأطراف، وعزز الإجماع الدولي بشكل أكبر."

وأضافت: "جميع الأطراف علقت بشكل إيجابي على حضور لي هوي، وأيدت بالكامل الدور الإيجابي للصين في تسهيل محادثات السلام"، وتابعت أن "بكين ستواصل العمل على تعزيز الحوار على أساس اقتراحها المكون من 12 نقطة لأوكرانيا".

وتواصلت شبكة CNN مع الوزارة للتعليق.

وتدعي الصين أنها طرف محايد في الصراع ، لكن الزعيم شي جينبينغ عمّق علاقته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وردد خطاب الكرملين بشأن الحرب.

ورفضت بكين، التي تنظر إلى موسكو كشريك رئيسي وثقل موازن وسط توتراتها المتزايدة مع الغرب، إدانة غزو بوتين أو الدعوة إلى انسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية، ورفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية على الكرملين.

وليس هناك ما يشير إلى أن حضور الصين القمة سيؤدي إلى أي تغيير في دعمها القوي لروسيا، لكن بكين حريصة بشكل متزايد على أن يُنظر إليها على أنها قوة حفظ سلام دولية، وأشادت كييف بالتطوير باعتباره "اختراقا فائقا".

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا يوم الجمعة قبل انطلاق القمة إن "السعودية اجتذبت الصين وهذا نصر تاريخي".

وكانت بكين والرياض حريصتان على علاقاتهما المتنامية، فقد حققت الصين فوزا دبلوماسيا في الشرق الأوسط في وقت سابق من هذا العام عندما ساعدت في التوسط في اتفاق تاريخي لتطبيع العلاقات بين السعودية وإيران.

وفي غضون ذلك ، نسقت المملكة العربية السعودية إنتاج النفط مع روسيا – كلا البلدين عضوان في مجموعة أوبك + لمصدري الخام – على الرغم من اعتراضات الغرب والاتهامات بأن الرياض "تقف إلى جانب موسكو" في بعض تخفيضات النفط.

وأكدت السعودية، في بيان صادر عن وكالة الأنباء السعودية (واس) ، أهمية "الاستفادة من الآراء والاقتراحات الإيجابية" التي قدمت خلال الاجتماع.

وسخرت روسيا في الغالب من المحادثات، ووصفتها بأنها "جهود غربية لحشد دول الجنوب لدعم خطة زيلينسكي"، وقالت إن مثل هذه الجهود "محكوم عليها بالفشل".

ومع ذلك، أشار نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، إلى أن مشاركة دول البريكس مثل الصين والهند "كانت مفيدة على الأرجح"، لأنها قد "تنقل الحس السليم إلى رعاة كييف الغربيين"، وأضاف ريابكوف أن روسيا ستناقش نتيجة المحادثات مع شركائها في بريكس.

في غضون ذلك، يبدو احتمال إجراء محادثات سلام مباشرة بين روسيا وأوكرانيا بعيد المنال أكثر من أي وقت مضى، حيث تقترب الحرب الشاقة من 18 شهرا.

وأشارت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار، الاثنين، إلى أن القوات الروسية أطلقت ما يقرب من نصف مليون ذخيرة في الأسبوع الماضي وحده في الشرق ، لكن خط المواجهة بالكاد تغير.