الاستعمار الخفي دواعش العَتْمَة

الاستعمار الخفي دواعش العَتْمَة:

من بطن الديار و من بهو المَقَام دواعش الظلام اخترقت الجدار لوطني بوجهها الأول البديل لتحوم على طاحونة الاطماع المادية فصار ذلك الوطن متعدد الاطراف و سال الدم رخيصا بينهم حتى طفح وعاؤه وانشق الى أنصاف فيأتي الطرف البديل الوجه الثاني المفترض ذو الهوية المفترضة وبدأ بفرض نفسه كخيار منقذ ومخلص عابث بدم الأطراف يتماهى على احدهم ويشن حربه غير مباشرة على الآخر ثم يصنع الاعجاز فتنعقد الشراكة الاقتصادية ما بينهم ويتباهى كل منهم مع بهتانه في خضم تبريرية مخادعة ويتواصل المشروع الاستغلالي الموحد بينهم وكانه من طبائع الامور ويتأمل الجمهور المسحوق المشهد الموزاييك بذهول ويبتسم الطرف البديل من بعيد ورضى تام بشماتته كبيرة هذا البديل الذي كان جسرا لتصل تلك اليد الطويلة الآتية من وراء الجدار وما هذا الجسر الا ذلك الرجل المريض من أبناء جلدتنا المفبركين ، تبلّد فيهم التفكير وفقدت منهم الشهامة ونخوة الرجولة والمروءة القائمين بديارهم حيث كان سهل الوثوب عليهم والتغلب على جسدهم المعتل فكونوهم فكرياً وسياسياً بالقدر الذي يخدم مصلحتهم حتى تشبعوا بالسموم والوقاحة المتفجرة فصدعت بنيانهم المرصوص و حولت ولاءهم إلا لهم فقط حتى ضمن بقائه حيا في عقر ديارنا بزرع سمه من أفكار وثقافة، واقتصاد وسياسة يراها الواعي وغير الواعي وما أفظع وأبشع هذه الحالات التي عرفها التاريخ البشري من الخيانات المكشوفة لحساب أمة عدوة ..التي تكمن تسميتها بالخطوط العريضة بالاستعمار الخفي المقبل من خَلْف الجدار هذا المنعرج الخطير غير مباشر والذي إِنْدَسَّ في الادارة فتحول الى الارهاب الاداري السقيم والخفي فهل نحن أمة تخون نفسها بنفسها وخنا تلك الطيور التي عاشت في ردح الزمن وتأرجحت فيه بين الضعف والقوة ولم تخن الوطن و كانت تحرس أعشاشها الباردة ذات مجد حين كانت حروفهم دماء تنهمر حديثا بلا توقف يكبلون بسلاسل من عشق للوطن ويغيبون لأشهر في قبوره الجهنمية فيتملكهم حماس اكثر تدفقا وشراسة كان هذا يحدث لان الوطن كان حلما حيا يأتي ويتدثر بالمعطف الاسود الطويل شاهرا سيفا اوغل في اعماق الكائنات يقطر دما وحزنا وحبا وتضامنا يستلقي حينها السلام في جبل الخرافة فوق فراش صنع من رؤوس البشر، أما اليوم هذا الوطن تثائب تخمته ونام في انتظار اليوم الثاني في مدينة غسلت شوارعها بالدماء وكبرت مآذنها وهللت فرحا لموسم السلام وفي الاحياء والقرى الفقيرة وفي الازقة والجبال واصلت بقية البشر بحثها عن وطنها الضائع في حيرة وشرود، لن ينعم بالسلام او يتقدم مطأطئ العقول ابدا في حضرة هذا الوطن فلا نحن نقوم بإحيائه ولا لنا لهم حق في التصرف فيه لأننا فقدنا سلطان الإسلام.

بقلم/ الكاتبة الجزائرية مريم عرجون

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
© Copyright 2024, All Rights Reserved, by Ta4a.net