موسكو والخرطوم تؤكدان تكثيف التعاون

أعلنت موسكو والخرطوم نيتهما تكثيف أوجه التعاون في مختلف المجالات السياسية والعسكرية، فيما انضمت الأمهات والآباء في السودان بقوة للاحتجاجات المطالبة بالحكم المدني.
وبحث نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) خلال لقائه أمس في العاصمة الروسية موسكو، نائب وزير الدفاع الروسي الجنرال أليكسندر موفين، العلاقات الثنائية وسبل ترقيتها إلى مستويات أرفع بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.
وقالت وكالة الأنباء السودانية إن الجانبين أكدا ضرورة تكثيف أوجه التعاون في مختلف المجالات السياسية والعسكرية إلى جانب تفعيل أعمال اللجان الوزارية والترتيب لانعقادها في أقرب وقت ممكن.
وأشاد «حميدتي» بالعلاقات المتميزة بين البلدين والتنسيق بينهما على كافة المستويات، مشيراً إلى أن الاستقبال الحافل للوفد، وما جرى من لقاءات، يؤكد اهتمام روسيا بالسودان، لافتاً إلى الإمكانات الهائلة التي يتمتع بها السودان والتي يمكن أن تمثل فرصة كبيرة للاستثمارات الروسية بما يحقق الفائدة المشتركة.
وأبدى نائب وزير الدفاع الروسي اعتزازه بالصداقة التاريخية المتميزة التي تربطها بالسودان، معلناً الالتزام بتعزيز آفاق التعاون وزيادة التنسيق المشترك في جميع المحافل، وأكد أن بلاده تتعامل مع السودان وفق مبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
في هذا الوقت، انضمت الأمهات والآباء في السودان بقوة للاحتجاجات التي يقودها الشباب والشابات المطالبون بعودة الحكم المدني، فيما أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية وفاة متظاهر كان قد أصيب في مليونية 14 فبراير (شباط) الحالي.
وخرج الآلاف من الأمهات والآباء في الخرطوم ومدن أخرى في مواكب حاشدة للتعبير عن دعمهم ومساندتهم بقوة لأبنائهم الشباب والشابات «في مواجهة العنف المفرط الذي تستخدمه الأجهزة الأمنية لإخماد الحراك الشعبي».
واحتشدت أعداد ضخمة غالبيتها من كبار السن في شارع «الستين» شرق العاصمة الخرطوم، تحت شعار «كلنا معكم» دعماً للتظاهرات التي يتقدمها الشباب والشابات منذ أشهر ضد الإجراءات التي أعلنها الجيش في 25 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ويطالبون بوقف قتل المتظاهرين.
وكان لافتاً المشاركة الواسعة لأسر الضحايا من الأمهات والآباء في الموكب، وهم يلوحون بلافتات من الورق والأقمشة طبعت عليها صور أبنائهم الذين سقطوا قتلى في الاحتجاجات.
وتقدم المواكب قيادات بارزة ووسيطة من النساء والرجال في تحالف «قوى الحرية والتغيير» وأحزاب أخرى، أبرزهم نائب رئيس حزب الأمة القومي سارة نقد الله، ورئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، وزعيم الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب، بجانب العشرات من الشعراء والكتاب والفنانين.
وأعلنت أكثر من 100 من التنظيمات النسوية والأجسام النقابية المعارضة للنظام القائم الآن، أبرزها الاتحاد النسائي ومجموعة «لا لقهر النساء» ولجان أساتذة الجامعات السودانية مشاركتها في موكب الأمهات والآباء الذي دعت له لجان المقاومة.
وفي موازاة ذلك، فرقت قوات الأمن السودانية بالغاز المسيل للدموع تظاهرات خرجت في ضاحية «بري» بالخرطوم، وفي مدينة بحري، تطالب بعودة الجيش للثكنات وتسليم السلطة للشعب.
ومن المقرر أن تعلن لجان المقاومة بالخرطوم (تنظيمات شعبية تقود الاحتجاجات في الشارع) اليوم الأحد عن ميثاق تأسيس سلطة الشعب لاستعادة الديمقراطية، ويؤكد الميثاق المرتقب على التمسك باللاءات الثلاث: «لا تفاوض ولا شراكة ولا شرعية» مع الجيش.
وقالت اللجان في تعميم صحافي إن الميثاق مقترح لتأسيس سلطة الشعب، وجاء بعد تشاور ونقاش واسع ما بين جميع التنسيقيات وقواعدها على مستوى الولاية، لتجاوز كل العقبات التي تواجه المقاومة الشعبية.
ونوهت إلى أن تأخير إعلان الميثاق لمزيد من التجويد والتنقيح ليخرج الميثاق للعلن بأفضل صورة تمكن الجميع من الانضمام له.
من جهة ثانية، ألغت بعثة الأمم المتحدة في السودان على نحو مفاجئ مؤتمراً صحافياً كان مقرراً له أول من أمس لإطلاع الرأي العام في السودان حول نتائج المشاورات التي أجرتها مع الأطراف للتوصل إلى حل للأزمة الراهنة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
© Copyright 2024, All Rights Reserved, by Ta4a.net