تحالف دعم الشرعية يكبّد الحوثيين عشرات القتلى

تمكنت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية من كسر هجمات عنيفة للميليشيات الحوثية في جبهات جنوبي مأرب وغربها خلال الساعات الـ24 الماضية، مع تكثيف «تحالف دعم الشرعية» من عمليات الإسناد الجوي، مكبداً الميليشيات عشرات القتلى. فيما اتهمت الحكومة اليمنية طهران بالاستمرار في تزويد الحوثيين بالأسلحة بهدف «تنفيذ مخططها التوسعي في المنطقة، واستعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية».
هذه التطورات الميدانية جاءت في وقت ترفض فيه الجماعة الحوثية دعوات التهدئة والمساعي الأممية والدولية لخفض التصعيد، مع استمرارها في تنفيذ عمليات تجنيد واسعة في مناطق سيطرتها لتعويض عناصرها القتلى والجرحى، لا سيما في جبهات محافظة مأرب النفطية، التي تستميت منذ نحو عام للسيطرة عليها. وأفاد «تحالف دعم الشرعية»، في بيان مقتضب بثته «وكالة الأنباء السعودية» (واس)، بأنه نفذ 36 عملية ضد الميليشيات في مأرب خلال الساعات الـ24 الماضية، مؤكداً تدمير 20 آلية عسكرية ووحدات تحكم طائرة من دون طيار، والقضاء على أكثر من 190 عنصراً إرهابياً.
في غضون ذلك، أكد الإعلام العسكري للجيش اليمني أن القوات الحكومية، مسنودة بالمقاومة الشعبية، خاضت معارك متواصلة ضد الميليشيات في مختلف جبهات القتال غربي محافظة مأرب وجنوبها. وأكدت مصادر ميدانية «مصرع وجرح العشرات من عناصر الميليشيات الحوثية الإيرانية، إضافة إلى تدمير آليات ومعدات قتالية تابعة لها، بنيران الجيش والمقاومة في جنوب محافظة مأرب».
وبحسب المصادر نفسها، استهدف طيران «تحالف دعم الشرعية»، بعدة غارات جوية، تعزيزات وتجمعات للميليشيا الإيرانية في مواقع متفرقة غربي مأرب، وألحق بها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وكان «تحالف دعم الشرعية» أعلن، أول من أمس (الجمعة)، تنفيذ 31 عملية ضد الميليشيات في مأرب والجوف خلال 24 ساعة، مؤكداً أن الاستهدافات دمرت 18 آلية عسكرية وكبّدت الجماعة الانقلابية خسائر بشرية تجاوزت 180 عنصراً إرهابياً. كما أعلن تنفيذ خمس عمليات في الساحل الغربي لدعم قوات الساحل وحماية المدنيين، وقال إن عمليات الاستهداف دمرت آليات عسكرية حوثية ومعدات ثقيلة وكبدت الميليشيات خسائر بشرية تجاوزت 25 عنصراً إرهابياً.
وعلى وقع التقدم الذي تحرزه القوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي في مديريات عدة، من بينها الجراحي ومقبنة وجبل رأس، أفاد الإعلام العسكري بإسقاط طائرة مسيرة مفخخة تابعة للميليشيات الحوثية في مديرية الجراحي في محافظة الحديدة.
إلى ذلك، ذكر المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة، أن الميليشيات الحوثية تلقت ضربات موجعة باشتباكات وقصف مدفعي مركز في أطراف مديرية مقبنة غربي تعز وجنوبي مديريتي الجراحي وجبل رأس بمحافظة الحديدة، وأنها خسرت عشرات القتلى والجرحى.
يشار إلى أن «تحالف دعم الشرعية» نفذ عمليات استهداف ضد الميليشيات الحوثية في مأرب هي الأوسع خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك في سياق إسناده لقوات الجيش اليمني والمقاومة الشرعية التي تمكنت هي الأخرى من دحر الميليشيات شرقي محافظة الجوف وأفشلت هجماتها في جنوب مأرب، بحسب ما أفاد به الإعلام العسكري.
«تحالف دعم الشرعية» أفاد، في وقت سابق، بأن الميليشيات المدعومة من إيران التي تستميت لمهاجمة مأرب من الجنوب والغرب والشمال، خسرت في الأشهر الأخيرة أكثر من 27 ألف قتيل، في حين نقل إعلام غربي اعتراف قادة في الجماعة بمقتل نحو 15 ألف مسلح خلال خمسة أشهر فقط.
على الصعيد السياسي، وصفت الحكومة اليمنية استمرار إيران في تزويد الحوثيين بالأسلحة المهربة، بأنه «عدوان عسكري مكتمل الأركان»، بحسب ما صرح به وزير الإعلام معمر الإرياني. وقال: «إن ممارسات نظام طهران تندرج ضمن مخطط قذر لاحتلال اليمن وتحويله إلى قاعدة متقدمة للإضرار بأمن واستقرار دول الجوار، وتهديد أمن الطاقة، وخطوط الملاحة، وإحكام السيطرة على مضيق باب المندب، وتنفيذ مخططها التوسعي في المنطقة، واستعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية‏».
وجدد الإرياني التأكيد على أن حسن إيرلو القيادي في «الحرس الثوري» الإيراني الذي ينتحل صفة سفير لدى اليمن «هو المتحكم بالقرار السياسي والعسكري في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي». وأكد أن «خبراء الحرس الثوري وحزب الله يديرون العمليات العسكرية بجبهات القتال، في حين يستمر تدفق الأسلحة النوعية المهربة، وشحنات النفط لتمويل المجهود الحربي».
وأضاف «أن شحنة الأسلحة الإيرانية التي أعلنت وزارة العدل الأميركية مصادرتها أخيراً، وشملت 171 صاروخاً موجهاً مضاداً للدبابات، و8 صواريخ أرض – جو، ومكونات صواريخ كروز بري ومضادة للسفن، وبصريات للأسلحة الحرارية، ومكونات للصواريخ والطائرات المسيرة، بالإضافة إلى 1.1 مليون برميل نفط، نموذج للعدوان الإيراني السافر‏ على اليمن».
وأشار إلى أنه «وبعد سبع سنوات من انقلاب ميليشيا الحوثي، ورفضها دعوات وجهود التهدئة والسلام، بات العالم كله يدرك أن الجماعة مجرد غطاء للعدوان الإيراني على اليمن، وأداة قذرة لتنفيذ مخططها التوسعي بجذوره الطائفية وأحقاده التاريخية، دون اعتبار للمصالح اليمنية والأوضاع الإنسانية المأساوية».
وعبّر وزير الإعلام اليمني عن «أسفه الشديد لموقف المجتمع الدولي من هذه الحقائق ولتقاعسه عن أداء دوره في التدخل الحازم لوقف العدوان الذي ينتهك مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والقرارات الدولية ذات الصلة بالأزمة اليمنية».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
© Copyright 2024, All Rights Reserved, by Ta4a.net