تقرير: داعش تصعد.. وطالبان تستغل الصراع للحصول على الأموال  

صعد "داعش – خراسان" هجماته الانتحارية في جميع أنحاء أفغانستان في الشهرين الماضيين منذ سيطرة طالبان على البلاد، مما أدى إلى إجهاد الحكومة الجديدة غير المختبرة ورفع أجراس الإنذار في البلاد والمجتمع الدولي من احتمالية عودة ظهور المجموعة التي يمكن أن تشكل تهديدًا دوليًا في نهاية المطاف.

وأدت التفجيرات الانتحارية في كابول العاصمة، وفي مدن مهمة بما في ذلك قندوز في الشمال وقندهار في معقل طالبان الجنوبي إلى مقتل ما لا يقل عن 90 شخصًا وإصابة مئات آخرين في غضون عدة أسابيع فقط. ونفذ مقاتلو داعش يوم الثلاثاء هجوما منسقا شارك فيه مسلحون ومهاجم انتحاري واحد على الأقل على مستشفى عسكري مهم في العاصمة مما أسفر عن مقتل 25 شخصا على الأقل.

وقد وضع هذا التصعيد طالبان في موقف محفوف بالمخاطر، فبعد أن أمضت 20 عامًا في القتال كتمرد، وجدت الجماعة نفسها تكافح لتوفير الأمن والوفاء بالتزامها بالقانون والنظام. وقد ثبت أن هذا يمثل تحديًا خاصًا لطالبان أثناء محاولتهم الدفاع عن أنفسهم والمدنيين في المدن المزدحمة ضد الهجمات شبه اليومية بجيش تم تدريبه على حرب العصابات الريفية.

وأثار تصاعد الهجمات قلقًا متزايدًا بين المسؤولين الغربيين، حيث توقع البعض أن "داعش" التي غالبًا ما تُعتبر تهديدًا إقليميًا قد تكتسب القدرة على ضرب أهداف دولية في غضون ستة إلى 12 شهرًا.

وتقول الصحيفة إن حركة طالبان، التي رفضت التعاون مع الولايات المتحدة في مواجهة تنظيم "داعش"، تخوض الحرب بشروطها الخاصة وبتكتيكات واستراتيجيات تبدو أكثر محلية بكثير من حملة حكومية ضد منظمة إرهابية.

وأضاف التقرير أنه في الوقت الذي تسعى فيه طالبان للحصول على اعتراف دولي، استخدمت الجماعة عودة "داعش" كورقة مساومة للحصول على المزيد من المساعدات المالية.

واعترافًا بالتهديد المحتمل على طول حدودها المشتركة مع أفغانستان، تقدم باكستان بعض المعلومات الاستخبارية لطالبان حول تنظيم "داعش"، وفقًا لمسؤولين أميركيين.

وبين 18 سبتمبر و 28 أكتوبر، نفذ تنظيم "داعش" ما لا يقل عن 54 هجوما في أفغانستان – بما في ذلك التفجيرات الانتحارية والاغتيالات ونصب الكمائن على نقاط التفتيش الأمنية، وفقا لتحليل أجرته ExTrac، وهي منظمة خاصة تراقب عنف المتشددين في مناطق الصراع. إنها واحدة من أكثر الفترات نشاطًا وفتكًا لتنظيم "داعش" في أفغانستان.

وفي مواجهة تنظيم "داعش" تصر طالبان أن لديها ما لم يكن لدى الحكومة والأميركيين وهو الدعم الواسع من السكان المحليين، والذي كان بمثابة نعمة لنوع الاستخبارات البشرية القادر على تنبيه السلطات من الهجمات ومواقع المقاتلين التي لطالما كان من الصعب الحصول عليها في الماضي.

ويقول محللون أمنيون إن هذا المستوى من الثقة والتعاون قد يتضاءل، حيث أن هناك مخاوف متزايدة من أن طالبان قد تستخدم تهديد "داعش خراسان" كذريعة لتنفيذ أعمال عنف ترعاها الدولة دون عقاب ضد شرائح معينة من السكان مثل الأعضاء السابقين للحكومة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
© Copyright 2024, All Rights Reserved, by Ta4a.net