السادات.. صاحب العبقرية الخالدة التي حيرت العالم

السادات.. صاحب العبقرية الخالدة التي حيرت العالم

يحتفل الشعب المصرى وقواته المسلحة اليوم بالذكرى الـ48 لأغلى وأكبر وأعظم انتصار فى تاريخ مصر الحديث وهو انتصار السادس من أكتوبر.

كانت حرباً شاملة عكست عبقرية التخطيط وعبقرية القائد والجندى وعبقرية المجتمع المصرى وعبقرية التضامن العربى.

كل ذلك جاء فى لحظة فارقة من التاريخ من أجل استرداد الأرض وقهر المستحيل، تلك العبقريات مجتمعة كانت قادرة على كسب أى معركة فى الحياة.

إن عبقرية السادات لم تكن فقط فى المعركة بل إنه واجه الضغوط الداخلية والخارجية الكبرى دون انكسار..الكثيرون كانوا يشككون فى قدرته على قيادة الجيش للانتصار.

حرب نفسية شعواء أطلقتها أقوى أجهزة المخابرات فى العالم للتأثير على نفوس وعزيمة المصريين وتدمير ثقتهم بالسادات وزاد على ذلك شكوك العالم العربى بأن مصر لن تحارب فى ظل التفوق العسكرى لإسرائيل التى لا تقهر.

أنور السادات مشى واثقا على خط رفيع وسط كل تلك النيران الداخلية والخارجية.

وزير خارجية أمريكا هنرى كيسنجر قال وقتها «نصيحتى للسادات أن يكون واقعيًا، فنحن نعيش فى عالم الواقع، ولا نستطيع أن نبنى شيئًا على الأمانى والتخيلات.. والواقع أنكم مهزومون، فلا تطلبوا ما يطلبه المنتصر، لابد أن تكون هناك بعض التنازلات من جانبكم حتى تستطيع أمريكا أن تساعدكم».

الحقيقة أن إرادة الله ثم عبقرية السادات غيرت الواقع وأنهت حالة اللاحرب واللاسلم.. بعد 48 عاما نرى أراضى عربية لم تتحرر.

ولاجئين مطرودين من أوطانهم وزعماء رحلوا دون أن يحققوا سوى خيبة الأمل لشعوبهم فى الوقت الذى وصفوا به السادات بما ليس فيه.

لقد حيّر السادات بعبقريته أعتى أجهزة المخابرات فى العالم وعلى رأسها المخابرات الأمريكية والموساد والكى جى بى فلم تتوقع أى من هذه الأجهزة قرار السادات بالحرب أبدًا فى ذلك التاريخ بل إنها اعتبرت أن خوضه الحرب «حماقة كبرى» و«انتحار سياسى» بكل المقاييس.

درس السادات العقل السياسى الإسرائيلى جيدا وخطط لشن حرب من نوع يختلف عن النوع الذى فكر فيه الصهاينة..

قال السادات «إن مصر لا تحتاج لشن حرب تحرير سيناء من خليج السويس إلى خليج العقبة ولكنها تحتاج إلى إجبار الإسرائيليين على اكتشاف أنه لا يمكنهم مواصلة الاحتفاظ بسيناء بلا تكلفة وأن التكلفة التى سيتحملونها فى سبيل ذلك ستكون قاسية».

هذه هى خطة حرب أكتوبر العبقرية التى انتصر فيها الجيش المصرى بلا منازع والتى استكملها السادات بمبادرة السلام وعاد بها لمصر كامل سيناء.

إن السادات كان بلاشك يمتلك عقلا مميزا رائعا نجح فى تدريبه ليتحول الى آلة جبارة كما يقول الكاتب الأمريكى رودولف إى تانزى فى كتابه «العقل الجبار» (Super Brain) حيث كتب «أنه يمكن تدريب المخ ليتحول إلى آلة جبارة تواجه أصعب و أخطر المواقف وكذلك فعل السادات».

ومازالت أسرار عبقرية الانتصار العظيم الذى قاده الرئيس البطل بدهائه وحنكته تتوالى حتى اللحظة.

أخيرا تحية للرئيس البطل صاحب العبقرية الخالدة التى حيرت العالم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
© Copyright 2024, All Rights Reserved, by Ta4a.net