مجلس الأمن يناقش ملف قبرص وسط استنكار عام لاستفزازات تركيا

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الأربعاء، تأييدها لنقل ملف منتجع فاروشا الواقع بشمال قبرص إلى مجلس الأمن، مدينة تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة حوله.

من جهتها، أعلنت مندوبة فرنسا في مجلس الأمن الدولي، والذي تترأس بلاده حالياً هذه المؤسسة الأممية، أن المجلس سيجري مشاورات اليوم الأربعاء بشأن قوة حفظ السلام الأممية المتمركزة في قبرص.

من جهته، قال وزير خارجية قبرص نيكوس كريستودوليديس اليوم، إن بلاده قدمت مناشدة لمجلس الأمن فيما يتعلق بنقل حق السيطرة على جزء من مدينة فاروشا الساحلية المهجورة في الجزيرة المنقسمة إلى القبارصة الأتراك.

يذكر أن اجتماع مجلس الأمن حول ملف قبرص بعد ظهر اليوم الأربعاء كان مقررا سلفاً، قبل الإعلان التركي الأخير.

ومدينة فاروشا القبرصية مهجورة منذ أن أسفرت حرب في عام 1974 عن تقسيم الجزيرة.

وقال القبارصة الأتراك وتركيا أمس الثلاثاء، إن جزءا صغيراً من مدينة فاروشا المهجورة سيخضع للسيطرة المدنية لاحتمال إعادة استيطانه.

وقال القبارصة الأتراك إن السكان ستمكنون من استعادة أملاكهم في هذا الجزء من فيروشا، الأمر الذي أثار غضب القبارصة اليونانيين الذين اتهموا منافسيهم القبارصة الأتراك بتدبير استيلاء على الأرض خلسة.

وقال كريستودوليديس عقب اجتماع مع نظيره اليوناني نيكوس ديندياس اليوم: "هذا انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وسيكون له أثر سلبي على الجهود الجارية لاستئناف المفاوضات".

من جهته، قال ديندياس "إعلان الأمس من الجانب التركي يهدف إلى خلق أمر واقع جديد للقضاء للأبد على احتمال إعادة توحيد قبرص".

من جهتها، انتقدت فرنسا اليوم إعلان سلطات القبارصة الأتراك إعادة فتح جزئي لمدينة فيروشا من أجل احتمال إعادة توطينها ووصفته بأنه عمل "استفزازي".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، إن وزير الخارجية جان إيف لو دريان ناقش الأمر مع نظيره القبرصي أمس الثلاثاء، وسيثير المسألة في الأمم المتحدة.

وقال المتحدث باسم لو دريان: "فرنسا تشعر بالأسف الشديد إزاء هذه الخطوة الأحادية التي لم يجر التشاور بشأنها والتي تمثل استفزازاً وتضر بجهود إعادة بناء الثقة المطلوبة للعودة للمحادثات الملحة من أجل التوصل إلى حل عادل ودائم للمسألة القبرصية".

كما عارض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا واليونان ومصر الخطة التي تم الكشف عنها عندما كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يزور نيقوسيا أمس الثلاثاء.

وتعثرت مراراً جهود إحلال السلام في الجزيرة المقسمة عرقياً. وتقول القيادة الجديدة للقبارصة الأتراك المدعومة من تركيا إن التوصل لاتفاق سلام بين دولتين تتمتعان بالسيادة هو الخيار الوحيد القابل للتطبيق والاستمرار.

من جهتهم، يرفض القبارصة اليونانيون حل الدولتين الذي يمنح السيادة لدولة القبارصة الأتراك المنشقة في شمال الجزيرة والتي لا تعترف بها سوى أنقرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
© Copyright 2024, All Rights Reserved, by Ta4a.net