وفاة حارس ابن لادن… {السجين الأول} في غوانتانامو

توفي المعتقل السوداني إبراهيم عثمان إبراهيم إدريس، أول من أمس، في مدينة بورتسودان السودانية عن عمر 60 عاما. كان إدريس قد نقل إلى سجن غوانتانامو في كوبا في اليوم الأول لافتتاح معتقل «أكس راي» باعتباره حارساً شخصياً مشتبهاً به لأسامة بن لادن، وأطلق سراحه بعد ذلك من قبل إدارة أوباما باعتباره أضعف من أن يشكل تهديداً على الولايات المتحدة.
كان فريق العمل المعني بمراجعة معتقلي غوانتانامو قد أوصى في يناير (كانون الثاني) 2010 بنقل إبراهيم عثمان إبراهيم إدريس إلى السودان، لكن التوصية لم تنفذ سوى في 18 ديسمبر (كانون الأول) 2013.
وعزا كريستوفر كوران، المحامي الذي يمثل المصالح السودانية في واشنطن، الوفاة إلى «المضاعفات الطبية الناجمة عن فترة اعتقاله في غوانتانامو» وفق «نيويورك تايمز» أمس. وفيما لم يعرف السبب الدقيق للوفاة، فقد أوردت التقارير أن إدريس كان قعيد الفراش في منزل والدته في مسقط رأسه في بورتسودان، بحسب السجين السوداني السابق وزميله في غوانتانامو سامي الحاج، وزعم أن إدريس تعرض للتعذيب في القاعدة البحرية الأميركية في غوانتانامو.
وكان إدريس قد اعتقل في باكستان إثر هروبه من معركة تورا بورا في ديسمبر عام 2001، تحديدا بعد ثلاثة أشهر من اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 الإرهابية.
وكان يعتقد في البداية أنه أحد المقربين من بن لادن، وأنه يملك التفاصيل الأمنية له، بحسب تسريب استخباراتي أميركي لملفه الشخصي يعود لعام 2008، غير أنه لم يوجَّه له اتهام بارتكاب جريمة، ونفى هذه المزاعم. كان إبراهيم عثمان إدريس من بين 20 سجيناً في غوانتانامو في 11 يناير 2002. وكان السجين الأول لافتتاح المعتقل في الهواء الطلق والذي أطلق عليه ابن ذلك، اسم «معسكر أكس راي» باعتباره مكاناً لاعتقال واستجواب «المقاتلين الأعداء»، وهو المعتقل الذي انتشرت صوره برجال راكعين على ركبهم في ملابس برتقالية اللون مقيدين من المعصمين ومعصوبي العينين بين سورين من الأسلاك الشائكة. وأظهرت السجلات الطبية أن إدريس قضى فترات طويلة في «وحدة الصحة السلوكية بالسجن»، حيث خلص الطبيب النفسي في الجيش إلى أنه يعاني من الفصام، بالإضافة إلى إصابته بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم.
وفي 18 ديسمبر 2013 تمت إعادته إلى وطنه، في حالة نادرة لم تعارض فيها الحكومة الالتماس المقدم إلى محكمة فيدرالية للإفراج عن سجين في غوانتانامو.
واستند الالتماس إلى بنود القانون المحلي والدولي الذي ينص على أنه «إذا كان المعتقل مريضاً لدرجة أنه لا يستطيع العودة إلى ساحة المعركة، فيمكن إعادته إلى وطنه». ووصفه محاموه بأنه مريض جداً لدرجة أنه لا يمكن أن يشكل تهديداً لأي شخص، ولم تطعن الولايات المتحدة على القرار. وقال إيان سي موس، الدبلوماسي السابق في وزارة الخارجية الذي رتب لنقل إدريس، أول من أمس: «بالنظر إلى مرضه، كان من الواضح أنه يقيم في المنزل وسط عائلته، حيث يحصل على أفضل رعاية».
وكان السودان في ذلك الوقت لا يزال على قائمة الدول الراعية للإرهاب، لكنه أعيد إلى بلاده رغم ذلك نظراً لصدور قرار الإفراج عنه من محكمة فيدرالية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
© Copyright 2024, All Rights Reserved, by Ta4a.net