الجزائر تشيّع «رئيسها المؤقت» عبد القادر بن صالح

تشيع الجزائر اليوم رئيسها المؤقت لعام 2019. عبد القادر بن صالح، الذي توفي صباح أمس عن عمر 79 سنة.
وعرف الراحل بقربه الشديد من الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، الذي توفي منذ أسبوع، وكان الرجل الثاني في الدولة من موقعه كرئيس «مجلس الأمة»، خلال جل فترة حكمه التي دامت 20 سنة، والتي انتهت بانفجار الشعب ضده.
وأعلنت الرئاسة عن تنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام، لكن من دون حداد وطني. وستتم جنازة بن صالح بالمساحة المخصصة لقبور الرؤساء في مقبرة «العالية» بالضاحية الشرقية للعاصمة، بحضور رئيس البلاد عبد المجيد تبون، ورئيس أركان الجيش الفريق سعيد شنقريحة، وأعضاء الطاقم الحكومي.
وعانى بن صالح من مرض السرطان لعدة سنوات، وأجريت له عملية لاستئصال الورم بفرنسا عام 2015. لكنه ظل يصارع المرض حتى وهو يمارس مهام رئيس دولة مؤقت، على إثر استقالة بوتفليقة في الثاني من أبريل (نيسان) الماضي 2019. وهي وضعية يفرضها الدستور على رئيس «مجلس الأمة» في حال وفاة، أو استقالة الرئيس المنتخب.
وبعد ثمانية أشهر من تسيير الشأن العام، وتحديداً في 12 ديسمبر (كانون الأول)، نظم بن صالح انتخابات رئاسية مبكرة، ترشحت لها خمس شخصيات سياسية، وفاز بها عبد المجيد تبون، الذي كان لسنوات طويلة وزيراً في عهد بوتفليقة. وجرت الانتخابات في سياق استمرار المظاهرات التي أطاحت ببوتفليقة، وقد عبر المتظاهرون عن رفضها. كما هاجموا بن صالح بشدة على أساس أنه «وجه بارز» من النظام، الذي حملوه مسؤولية الفساد.
وفي الرابع من يناير (كانون الثاني) 2020. أبلغ بن صالح الرئيس الجديد رغبته التنحي من رئاسة «مجلس الأمة» لأسباب صحية وكان له ذلك. وبعدها توارى عن الأنظار منذ اسقالته.
وترأس الفقيد «المجلس الشعبي الوطني» (الغرفة البرلمانية الأولى) عام 1997. وفي نفس السنة كان من مؤسسي حزب «التجمع الوطني الديمقراطي»، الذي ترأسه لفترة قصيرة، وكان أحد دعامات رئيس الجمهورية آنذاك، الجنرال اليمين زروال.
اشتغل بن صالح في بداية مساره السياسي والمهني صحافيا، وعين في 1974 مديرا للصحيفة الحكومية «الشعب». كما أدار «المركز الجزائري للإعلام» ببيروت عام 1970. وعرف بـ«البعد العروبي» في شخصيته، لكنه غاب عن المعارك الثقافية والسياسية، التي احتدمت في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، بين النخب المعربة والمفرنسة. ولم يعرف له أي نفوذ سياسي في الدولة، رغم المناصب الكبيرة التي تولاها، بعكس مسؤولين أقل شأناً منه.
ويحتفظ الجزائريون بموقف لبن صالح عرَضه لانتقادات شديدة، وكان ذلك في آخر إطلالة له في وسائل الإعلام قبل انسحابه. ففي 24 من أكتوبر (تشرين الأول) 2019. التقى بن صالح مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمدينة سوتشي، بمناسبة القمة السنوية الروسية الأفريقية، وقال له محاولاً طمأنته بأن النظام في الجزائر متماسك، برغم غليان الشارع الذي لم يكتف بعزل بوتفليقة: «فخامة الرئيس… إذا كنتُ طلبت منكم مقابلة، فالغاية التي أسعى إليها هي أن أطمئنكم بأن الوضع في الجزائر متحكم فيه، وأننا قادرون على تجاوز هذه المرحلة الدقيقة». في إشارة إلى المظاهرات وتعامل السلطات معها. كما قال أيضاً: «صحيح أن وسائل الإعلام تُضخّم ما يجري في الجزائر (الحراك)، وتروّج لمعلومات تنقصها الدقة، لكننا نقول لكم إننا رسمنا تصوراً وخطة نسير في إطارها، وهي في مراحلها الأخيرة.
وقد اعتمدنا حواراً مع الشركاء ومع المجتمع المدني، وأسّسنا لجنة مستقلة، وقلنا إن الحكومة والرئاسة والمؤسسة العسكرية ستنسحب. كما شكلنا لجنة مستقلة لتحضير الانتخابات التي ستكون في 12 ديسمبر».
وأكد بن صالح مقللاً من شأن الحراك الذي كان يرفضه رئيساً مؤقتاً: «هنالك فقط بعض العناصر يخرجون أسبوعياً ودورياً رافعين شعارات».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
© Copyright 2024, All Rights Reserved, by Ta4a.net