ليبيا تكثّف برامج التوعية بـ«كورونا» وتخضع العالقين للفحص

يمضي المواطنون في مدن الغرب الليبي يومهم الثاني تحت حظر التنقل الكلي، في ضيق وترقب لما ستفسر عنه الأيام المقبلة بشأن تطورات فيروس «كورونا»، فيما تكثف الأجهزة الطبية في عموم البلاد من برامج التوعية والإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار الوباء.
وسجلت ليبيا 49 إصابة بالفيروس حتى الآن، بالإضافة لتعافي 9 حالات، بجانب وفاة واحدة لمُسنة تبلغ من العمر 85 عاماً. وقال المركز الوطني لمكافحة الأمراض إن جميع الحالات المشتبه فيها التي توافدت عليه «جاءت التحاليل التي أجريت لها سلبية».
ووجهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا مجموعة من الإرشادات لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة لتجنب الإصابة بفيروس «كورونا»، وأوصت بضرورة تنظيف الأجزاء التي يلمسها الشخص يومياً قبل مغادرته المنزل وعند عودته، واستخدام الأدوات مثل الطرف الصناعي أو الكرسي المتحرك أو العكاز أو العصا عبر قفازات، يمكن غسلها بشكل دوري.
وقالت وزارة الصحة بحكومة «الوفاق» إن القطاع الخاص بها ينظم برنامج بث مباشر يوميا تحت عنوان «مع طبيبك» عبر صفحة وزارة الصحة ويستهدف تقديم «نصائح واستشارات طبية» باستضافة وتقديم عدد من الأطباء بمختلف التخصصات.
وتفاعلاً مع أزمة آلاف الليبيين العالقين بدول عدة، قال العميد خالد مازن، عضو اللجنة العليا لمجابهة جائحة «كورونا» في ليبيا، إن لجاناً مختلفة ستجري كشفاً على كل العالقين الموجودين في أماكن الحجر في تلك الدول بأخذ مسحة في بداية الحجر وأخرى بعد 14 يوماً، وبعدها سيتم إعادتهم إلى الأراضي الليبية.
وأضاف مازن في تصريحات صحافية، أمس، أن هذه اللجان ستباشر عملها بداية من الغد، بالكشف الطبي على العالقين في كل من تركيا وتونس والقاهرة والإسكندرية، معبراً عن أمله في أن يلتزم العالقون بفترة الحجر الصحي «حفاظاً على سلامتهم وسلامة أهاليهم في ليبيا عند عودتهم».
في شرق ليبيا، قالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الموازية، أمس، إن الوزير عبد الهادي الحويج شدد على ضرورة الإسراع في جمع بيانات العالقين، والتأكد من صحتها، والتعاون مع المواطنين، والرد على تساؤلاتهم؛ لاستيفاء جميع بياناتهم. وكان المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني»، أمر بسرعة تسيير جسر جوي لإعادة العالقين إلى ليبيا قبل حلول شهر رمضان.
وسبق للجنة العليا لمجابهة فيروس «كورونا»، بغرب ليبيا، أن وضعت شروطاً عدة لتنفيذ حظر التجول الكلي الذي بدأ أول من أمس، ولمدة 10 أيام، في مقابل حظر تنقل جزئي في شرق البلاد. وقالت اللجنة في مؤتمر صحافي بمقر رئاسة الوزراء بطرابلس، إنها «ستمنع التجمعات بكل أشكالها من أسواق الخضراوات واللحوم والاكتفاء بالمحال التجارية والمخابز الصغيرة لقضاء احتياجات السكان الضرورية».
وفي ظل معاناة القطاع الطبي في ليبيا، ونقص غالبية المستلزمات اللازمة لمواجهة «كورونا»، أعلنت وزارة الصحة بحكومة «الوفاق»، أمس، «تسلمها لوازم ومعدات مختلفة خاصة بمختبر المركز الوطني لمكافحة الأمراض تنفيذاً لبنود الاتفاقية التي أبرمتها الوزارة مع السلطات الصحية في تركيا».
وقالت الوزارة، في بيان، إنها ستتسلم كخطوة أولى معدات مخبرية لإجراء 150 ألف فحص (pcr) و«قد بدأت الشحنات تصل تباعاً عبر الموانئ الليبية»، لافتة إلى أن بعض المدن مثل الزاوية ومصراتة وسبها ستتسلم مجموعة من هذه الأجهزة ليتسنى لها إجراء فحص على العينات من الحالات المشتبه بها خلال فترة قصيرة، الأمر الذي سيساعد على عدم حجر المشتبه بإصابتهم لفترات طويلة إلى حين وصول نتائج الفحص من العاصمة طرابلس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
© Copyright 2024, All Rights Reserved, by Ta4a.net