دجاجة ستالين

دجاجة ستالين

بقلم/ سامي التميمي

في أحدى المناسبات جمع ( ستالين ) مستشاريه وقادته وأراد أن يعطيهم درساً نظرياً وعملياً ، فأحضر دجاجة ، أمسكها بقوة بيده اليمنى ، وبدأ ينتف ريشها ، فحاولت الدجاجة أن تفلت من يده ، ولكن دون جدوى ، الى أن أكمل نتف ريشها بوجع وقسوة ، فقال لهم ترقبوا ماذا يحدث الأن ، فتركها على الأرض ومشى قليلاً قكانت تمشي خلفه ، فرمى لها قليلا من الشعير . فكانت تأكل وعندما تنتهي ، تجري خلفه .

البعض وليس الكل ، من الناس والشعوب وبمرور الوقت ، يصبح أسيراً ، لصاحب المكان أو العمل المتواجد فيه أو الحاكم ، يأتمر بأمره ولو كان خطأ أو منافياً للأعراف والنظم والقيم والمبادئ والأخلاق والدين والأنسانية .

والكثير من الحكام بدأ يستخدم طريقة التجويع والتعذيب والسجون والتصفية الجسدية ، لكي يرعب الأخرين ويجعلهم طوعاً لمأربه وأطماعه الشخصية والحزبية .

وهذا عكس ماتربينا عليه من قيم ومبادئ وأخلاق ودين وأنسانية ، يفترض قول ( لا ) والأنتفاضة والثورةوأن نطيح بهولاء المستهرين الظلمة مهما كانت قوتهم وجيوشهم وسلاحهم .

لايمكن للحق أن ينتصر بدون قوة وأصرار وعناد ، وليس الأمر متعلق فقط بالدفاع عن أنفسنا ، وأهلينا ومناطقنا وديننا وعقائدنا وبلداننا ، بل عن الناس الأخرين والبلدان الأخرى أذا ماتعرضوا للظلم والعدوان .

فلسطين وغزة كانت آخر حرب وعدوان تعرض له الشعب الفلسطيني ورغم معرفة الجميع ، بأن هذا الألم والمعاناة ، دفع عمره وثمنه 75 عاماً ذلك الشعب الآبي المقاتل لكي يحرر نفسه من تلك القيود وذلك الأسر ، إلا أن معظم الحكام العرب والمسلمون تخلوا عنهم ، وتركوهم للمصير المحتوم ، وللأسف شعوبنا العربية والمسلمة ، لم ترتقي الى معنى الأنتفاضة والثورة مثلما حدثت في الجامعات الأمريكية والأوروبية .

نحتاج الى نخب مثقفة ترتقي بواقع الشعوب العربية ، وتعطيهم جرعة من القوة والأندفاع والعزيمة والأمل ، بصنع شرارة الأنتفاضه والثورة ضد الواقع المرير والمؤلم الذي نعيشه من نكبات وأنتكاسات وهزائم لاتليق بتاريخنا وأمجادنا وحضاراتنا وديننا وقيمنا .

وضرورة أن نعرف ونفرق بين الأقلام الوطنية النزيهة والشريفة والغيورة والمحبة للناس والأنسانية والوطن ، وبين الأقلام والأبواق الأعلامية التي كل همها وديدنها التمجيد بالحاكم وأنجازاته أن كانت لديه أنجازات أصلاً ، فبعضهم أصبح أكثر من نجوم ( هوليود ) شهرة ، بسبب التثقيف والترويج اليومي في الصحافة والأعلام المحلي والعربي والدولي المدفوع الثمن ، والمعروف بالتلفيق والتزوير والكذب وصناعة الأصنام .

بواسطة
بقلم / سامى التميمى
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
© Copyright 2024, All Rights Reserved, by Ta4a.net