نقص في حليب الرضع والأدوية رغم تدفق الإغاثة إلى سوريا

رغم تواصل تدفق الإعانات والمساعدات الإنسانية إلى المناطق التي نكبها الزلزال في سوريا، لا تزال مناشدات الناشطين على الأرض تشير إلى وجود نقص في حليب الأطفال الرضع والأدوية، فيما تستمر التقارير الإعلامية لناشطين سوريين على الأرض في الكشف عن حالات مرضية مستعصية لدى عشرات العائلات المتضررة، والتي ظلت بلا مأوى، كأمراض الصرع والتوحد والإعاقة الجسدية والعقلية، ناهيك عن أمراض المسنين المزمنة؛ كالقلب والضغط والسكري.
وقالت مصادر من المتطوعين في حلب، لـ«الشرق الأوسط»، الثلاثاء، إن «الحالات المرضية بين أبناء العائلات الفقيرة تزايدت وتفاقمت بسبب التشرد والبرد الشديد وحالات الخوف والاضطراب، ولأن العناية بالمرضى ليست أولوية؛ كونها ليست حالة إسعافية». وعبرت المصادر عن أسفها لإهمال المرضى والمعاقين، وقالت: «نعرف حالة (سلس بولي خجلت عائلتها من إدخالها إلى مركز إيواء، بعد أن تم استبعادهم من الجامع؛ كي لا يدنس المكان)، وكذلك حالة صرع اضطرت العائلة للبقاء في العراء؛ كي لا تسبب إحراجاً في مركز الإيواء، ناهيك عن (منع النساء الحائضات من الاحتماء بالجوامع؛ كي لا تدنس)، وأدى وقوفهن بالعراء إلى الإصابة بنزلات برد حادة».
الناشط السوري ماجد العجلاني الموجود في حلب، وأثناء تجوله بين عائلات تقيم في العراء، وجّه نداء خاصاً إلى الفنانة اللبنانية هيفا وهبي؛ كي تساعد بتأمين 500 علبة حليب للرضع، متعهداً بأن يعمل مع زملائه الصيادلة بنقل الحليب من لبنان إلى سوريا وتسليمها للمحتاجين لها. وقال العجلاني في الفيديو الذي بثه في وسائل التواصل الاجتماعي، إن وهبي أعادت بثه بخاصية «استوري». وتعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها طلب المساعدة من المشاهير بطريقة «التحدي»، بحسب وصف العجلاني الذي أعلن بعد أقل من ساعتين بقبول هيفا التحدي وقولها: «من عيوني وقلبي اللي بتريدوه بيصير»، وأشاد العجلاني باستجابتها.
وانقسمت الآراء حول فكرة العجلاني؛ فهناك من أيّدها لأنها تضمن سد حاجة ملحة بأسرع وقت، فيما اعتبرها آخرون تسولاً غير لائق، هدفه الترند، والوضع الكارثي لا يتحمل ذلك.
وتلقى المبادرات الإنسانية للمشاهير ونجوم الفن والغناء حفاوة إعلامية خاصة، كما أنها «جبر للخواطر المكسورة»، وفق ما قالته مصادر في اللاذقية لـ«الشرق الأوسط»، بأن حضور الفنان باسم ياخور، ابن مدينة اللاذقية، وصديقه الفنان فادي صبيح، ابن جبلة، إلى المناطق المنكوبة في اللاذقية، وقيامهما بتوزيع المواد والتبرعات التي جموعها بأيديهما على المنكوبين، كانا لهما أثر طيب في النفوس، «هناك لحظات يكون فيه الحضور الشخصي والمواساة أهم من المساعدة المادية… فمن فقد كل عائلته لن تدفئ قلبه الحرامات بقدر ما تفعله الكلمة الطيبة… عيون الناس وهي تلتقي ياخور وصبيح كانت تقول إنكم أبناؤنا فعلاً وتستحقون حبنا».
ويشار إلى أن باسم ياخور ترك عزاء والده الإعلامي إبراهيم الذي توفي قبل يومين من وقوع الزلزال، وانخرط في جمع مساعدات للمنكوبين بالتعاون مع صديقه فادي صبيح، وقاما بتجهيز المساعدات بأيديهما، وإيصالها باليد للمنكوبين.
وأعلنت الحكومة في دمشق قبل اجتماعها الثلاثاء، الانتقال من خطة التحرك الإسعافية الطارئة للتعاطي مع تداعيات الزلزال المدمر، إلى خطة عمل منظمة تشمل كافة جوانب العمل المتعلقة بالإغاثة وتوزيع المساعدات، ودراسة الخيارات الممكنة لتأمين مراكز إقامة مناسبة للعائلات المتضررة، وإعادة تأهيل المناطق المتضررة والبنى التحتية فيها، والعمل على الانتهاء بالسرعة الكلية من إعداد قاعدة بيانات تفصيلية لواقع الأضرار في المساكن والخدمات.
ولأول مرة منذ فبراير (شباط) عام 2012، حطت في مطار دمشق طائرة سعودية محملة بـ35 طناً من المساعدات الغذائية والإغاثية للأهالي المتضررين جراء الزلزال. ومن المنتظر وصول طائرتين أخريين، الأربعاء والخميس، بحسب وزارة النقل السورية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
© Copyright 2024, All Rights Reserved, by Ta4a.net