تطهير «عين شبوة» مستمر… وترقب لاستعادة مديريات جنوب مأرب

في الوقت الذي تواصل فيه قوات ألوية العمالقة عملية تطهير مديرية عين، الواقعة أقصى الشمال الغربي من محافظة شبوة، من الميليشيات الحوثية، يترقب اليمنيون استعادة جميع مناطق المديرية تمهيداً لبدء استعادة المديريات الجنوبية لمحافظة مأرب في الأيام المقبلة، وهي حريب والجوبة وجبل مراد والعبدية، وذلك في سياق معركة التحرير للمناطق اليمنية كافة.
جاء ذلك في وقت، واصل فيه تحالف دعم الشرعية في اليمن إسناد المعارك في مأرب وشبوة، عبر تنفيذ عشرات الضربات الجوية التي أدت إلى مقتل أكثر من 270 حوثياً وتدمير أكثر من 36 آلية عسكرية خلال 24 ساعة.
وأوضح التحالف، في تغريدات بثّتها وكالة الأنباء السعودية «واس»، أنه نفذ 11 عملية استهداف ضد الميليشيات في مأرب خلال 24 ساعة، وأن الاستهدافات دمرت 7 آليات عسكرية، وكبدت الميليشيات الحوثية خسائر بشرية تجاوزت 50 عنصراً إرهابياً.
أما في محافظة شبوة حيث تقترب قوات ألوية العمالقة من تطهير بقية مناطق مديرية عين، فأفاد التحالف الداعم للشرعية بأنه نفذ 38 عملية استهداف ضد الميليشيات الحوثية خلال 24 ساعة، مؤكداً أن عمليات الاستهداف دمرت 29 آلية عسكرية وكبدت الميليشيات الحوثية خسائر بشرية تجاوزت 220 عنصراً إرهابياً.
وكان التحالف أفاد «الأحد» بأنه نفذ 15 عملية استهداف ضد الميليشيا في مأرب خلال 24 ساعة، وأن الاستهدافات دمرت 11 آلية عسكرية، ومواقع اتصالات، وقضت على أكثر من 65 عنصراً إرهابياً.
أما في محافظة شبوة التي توشك أن تصبح مديريتها الثالثة (عين) محررة بالكامل، فأفاد التحالف بأنه نفذ في اليوم نفسه 39 عملية استهداف ضد الميليشيات الحوثية خلال 24 ساعة، وقال إن الاستهدافات دمرت 30 آلية عسكرية، ومعسكرات، وقضت على أكثر من 290 عنصراً إرهابياً.
وتقدر مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» أن الميليشيات الحوثية خسرت منذ بدء عملية تحرير مديريات شبوة الثلاث (عسيلان، وبيحان، وعين) قبل نحو 10 أيام أكثر من 3 آلاف قتيل، إلى جانب مئات الجرحى، جراء ضربات تحالف دعم الشرعية والمعارك الضارية، فضلاً عن عشرات الأسرى.
في السياق الميداني، أفاد الإعلام العسكري اليمني أن قوات ألوية العمالقة واصلت «الاثنين» التقدم ميدانياً في مديرية عين، في محافظة شبوة، وسط انهيار واسع بصفوف ميليشيا الحوثي.
وذكر الموقع الرسمي للجيش اليمني أن القوات تواصل خوض معارك مستمرة لدحر الميليشيا بإسناد مباشر من مقاتلات تحالف دعم الشرعية. وقال إن ألوية العمالقة سيطرت في مديرية عين على كثير من المناطق والمواقع، ومنها منطقة نجد مرقد، ومعسكر اللواء 153 مع التقدم باتجاه مركز مديرية عين.
وبحسب المصادر العسكرية اليمنية، أسفرت المواجهات وضربات التحالف عن مصرع وإصابة العشرات من عناصر الميليشيا الحوثية، بالإضافة إلى تدمير آليات وأطقم قتالية.
وفي مسعى من الميليشيات الحوثية لتأخير حسم المعارك وتقدم قوات العمالقة، أفادت مصادر الإعلام العسكري بأنها قامت بتفخيخ الجسور على الطريق المؤدية غرباً إلى محافظة البيضاء، وتحديداً في منطقة «عقبة القنذع»، إلى جانب قيامها بزرع كميات كبيرة من الألغام واعتمادها على إطلاق الصواريخ على القرى والأحياء المحررة في بيحان.
ووفق التقديرات العسكرية، يرجح أن تشهد الساعات المقبلة تحولاً جذرياً في سير المعارك، بخاصة عقب التحرير الوشيك لمديرية عين، إذ ستصبح الميليشيات الحوثية في مديرية حريب لقمة سهلة؛ حيث لن يكون أمامها إلا الفرار إلى مديرية الجوبة، جنوب مأرب، بالتزامن مع الضغط الذي تقوم به قوات الجيش والمقاومة في تلك الجبهات وباتجاه مديرية حريب من خلال جبهة «أم ريش».
ويرى الباحث السياسي والإعلامي محمود الطاهر، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن الانتصارات السريعة لألوية العمالقة في مديريات غرب شبوة، أثبتت هشاشة الحوثي، وقال: «إن وجود العزيمة والإصرار في إنهاء الحرب اليمنية بالعمل العسكري سيحقق ذلك في غضون أشهر قليلة، وهذا يؤكد أهمية تصحيح الأخطاء، فالخطأ الواحد يتراكم ويؤثر على مصير مستقبل بلد بأكمله».
واستبعد الطاهر أن تشرع القوات في أي عمليات عسكرية في محافظة البيضاء بعد محافظة شبوة «إلا وفق العملية العسكرية التي يتم الإعداد لها» متوقعاً «أن يكون وجه المعارك المقبلة هو استكمال تحرير محافظة مأرب، إذ إن الحوثيين – وفق قوله – لا يستطيعون العودة إلى شبوة؛ حيث إن تفجيرهم للجسور في (عقبة القنذع) بين شبوة والبيضاء، مؤشر على أنهم صرفوا النظر عن العودة إليها، إلى جانب سعيهم لإعاقة مطاردتهم».
ويضيف الطاهر: «ما حدث من إعادة تموضع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والانتصارات السريعة التي تحققت في تعز والحديدة والمناطق البعيدة عن اتفاق ستوكهولم، ومن ثم العملية السريعة لألوية العمالقة في مديريات غرب شبوة، أثبتت أهمية الحسم العسكري، مع الحوثيين، وأكدت فشل العملية السياسية التي أطالت الحرب لـ7 سنوات، وبسببها تفاقم الوضع الإنساني في اليمن».
ويقول الباحث والإعلامي محمود الطاهر: «التقدم نحو مأرب واستعادة المناطق التي غزاها الحوثيون في 2021 سيحمي القوات التي سوف تطلق عملية عسكرية (منتظرة) لتحرير محافظة البيضاء خلال مرحلة ما بعد مأرب، ما سيشكل انهيارات كبيرة في جميع جبهات الحوثي، الذي قد يدعو بعد ذلك إلى حوار سياسي، الهدف منه منحه فرصة للملمة صفوف ميليشياته واستعادة أنفاسها، كما حدث في الحديدة نهاية 2018».
ويأمل الطاهر أن يستمر زخم التقدم العسكري بهذه الوتيرة إلى نهاية العام الحالي، ويقول: «إذا استمر ذلك كما نراه، بلا شك سيكون هذا العام هو نهاية الحرب في اليمن، أما أي توقف أو مطالب بهدنة، فهدفه منع انهيار الميليشيات التي تعيش لحظات صعبة، ولا بد من استثمار ذلك لوقف الحرب بالحسم العسكري».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
© Copyright 2024, All Rights Reserved, by Ta4a.net