من المقرر أن تنطلق في الخرطوم تظاهرات جديدة، اليوم الخميس، صوب القصر الجمهوري رفضاً لإجراءات للاتفاق الموقع بين رئيس المجلس الانتقالي عبدالفتاح البرهان، ورئيس الحكومة عبدالله حمدوك.
فقد أعلن تجمع المهنيين السودانيين وقوى الحرية والتغيير دعمهما لتظاهرات 30 ديسمبر، والتي تعد الأخيرة فيما يُعرف بجدول التصعيد الثوري الذي أعلنت عنه تنسيقيات لجان المقاومة مطلع الشهر الجاري.
إغلاق جسور وطرقات
ومع الإعلان عن الاحتجاجات، قامت السلطات السودانية بإغلاق الجسور النيلية في العاصمة الخرطوم أمام حركة السير بداية من ليل الأربعاء باستثناء جسري الحلفايا وسوبا.
كما أشار شهود عيان إلى إغلاق الطرق المؤدية لقيادة الجيش، بينما كشفت تنسيقيات لجان المقاومة عن حملة اعتقالات شنتها السلطات على عدد من الفاعلين في الحراك ممن تم اقتيادهم لجهة غير معلومة.
أميركا على الخط
يذكر أن السفارة الأميركية بالخرطوم كانت أعلنت عن دعمها للتعبير السلمي والتطلعات الديمقراطية للشعب السوداني.
وشددت في بيان على ضرورة احترام حرية التعبير من قبل السلطات السودانية.
كما طالبت بالحذر عند استخدام القوة، وحثت كذلك على الامتناع عن الاعتقال التعسفي.
الشراكة بين المكونين المدني والعسكري
وكان حمدوك والبرهان وقعا في 21 نوفمبر الماضي، اتفاقاً سياسياً أعاد تثبيت الشراكة بين المكونين المدني والعسكري، بعد أن تزعزت إثر الإجراءات الاستثنائية التي فرضتها القوات العسكرية في 25 أكتوبر الماضي، والتي حلت بموجبها الحكومة ومجلس السيادة السابق، وعلقت العمل بالوثيقة الدستورية.
كما نص الاتفاق المذكور على إطلاق جميع المعتقلين، وتشكيل حكومة جديدة، والعمل على توحيد القوات العسكرية، وإرساء السبيل الديمقراطي في البلاد.
إلا أن هذا الاتفاق فتح الباب لعدة انتقادات، بوجه رئيس الحكومة، وأفقده جزءا واسعا من قاعدته أو حاضنته المدنية، لاسيما من قوى الحرية والتغيير، التي أعلنت رفضها له.
غير أن مساعي عدة جرت مؤخرا خلف الكواليس من أجل توسيعه، وقد ألمح إلى ذلك، سابقا البرهان نفسه، وتحدث عن اتفاق سياسي جديد أو معدل سيبصر النور قريبا، يشمل عددا من الفرقاء السياسيين في البلاد.