الجيش الوطني يتقدم في مأرب والجوف… و«العمالقة» تخنق الميليشيات في بيحان

واصلت قوات ألوية العمالقة أمس (الخميس) تقدمها نحو مدينة بيحان، وسط انهيارات في صفوف الميليشيات الحوثية، بالتزامن مع إحراز قوات الجيش الوطني تقدماً في الجبهات الجنوبية من مأرب، وباتجاه منطقة اليتمة في محافظة الجوف، بحسب ما أفاد به الإعلام العسكري.
هذه التطورات واكبها استمرار ضربات تحالف دعم الشرعية في اليمن، التي أدت إلى تكبيد الميليشيات الحوثية أكثر من 390 قتيلاً إلى جانب العشرات من الجرحى وتدمير العشرات من الآليات العسكرية المتنوعة في جبهات مأرب وشبوة.
وأكد تحالف دعم الشرعية، أمس (الخميس)، في بيان، أنه نفذ 28 عملية استهداف ضد الميليشيات الحوثية في محافظة مأرب خلال 24 ساعة، وأن الاستهدافات أدت إلى مقتل 150 عنصراً إرهابياً وتدمير 19 آلية عسكرية.
إلى ذلك، أوضح التحالف أنه نفّذ 35 عملية استهداف للميليشيات في محافظة شبوة حيث تدور المعارك في أطراف مديرية بيحان، مؤكداً أن الاستهدافات أسفرت عن تدمير 25 آلية عسكرية ومقتل 240 عنصراً إرهابياً.
وكان تحالف دعم الشرعية في اليمن أفاد «الأربعاء» أنه نفذ 12 عملية استهداف ضد الميليشيا الحوثية في مأرب، وأن الاستهدافات دمرت 9 آليات عسكرية، وقضت على أكثر من 70 عنصراً إرهابياً.
أما في محافظة شبوة، فأعلن في اليوم نفسه تنفيذ 37 عملية استهداف ضد الميليشيا خلال 24 ساعة، وقال إن الاستهدافات دمرت 23 آلية عسكرية، ومنصة إطلاق صواريخ، وقضت على أكثر من 190 عنصراً إرهابياً.
وأدت ضربات التحالف الداعم للشرعية في اليمن إلى مضاعفة خسائر الميليشيات الحوثية في مختلف الجبهات المحيطة بمأرب وفي محافظتي الجوف وشبوة، وسط تقديرات بأن الميليشيات خسرت خلال الشهرين الأخيرين نحو 8 آلاف عنصر، ليرتفع أعداد قتلاها إلى أكثر 30 ألف مسلح منذ فبراير (شباط) 2021.
في غضون ذلك، أفاد الإعلام العسكري لقوات ألوية العمالقة «الخميس» بأن القوات واصلت تقدمها بعد إكمال تحرير وتأمين مديرية عسيلان؛ حيث سيطرت نارياً على «مفرق السعدي» ومفترق طرق استراتيجي يربط بين شبوة ومأرب والبيضاء؛ حيث تمكنت من قطع إمداد الميليشيات الحوثية.
ومع هذا التقدم، باتت القوات على بعد كيلومترات من وسط مدينة بيحان، كما بات في إمكانها التقدم باتجاه مديرية حريب شمالاً في محافظة مأرب، لتلتحم مع قوات الجيش الوطني التي تحاول هي الأخرى التقدم جنوب مأرب في أكثر من اتجاه، كما بات في إمكانها عقب تحرير بيحان التقدم في مسارين، باتجاه وادي خير إلى عقبة القنذع، باتجاه محافظة البيضاء، إلى جانب إمكانية التوغل باتجاه البيضاء نفسها عن طريق مديرية الصومعة.
وبحسب مصادر ميدانية، تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، دفعت الميليشيات الحوثية بالعشرات من قناصتها إلى الجبال المحيطة بمدخل مدينة بيحان، إلى جانب قيامها بزرع مئات الألغام، بالتوازي مع سحب آليات ثقيلة باتجاه البيضاء خوفاً من سقوطها في يد قوات «العمالقة».
في الأثناء، ذكر متحدثون في الإعلام العسكري أن نحو 38 قيادياً وعنصراً حوثياً سلموا أنفسهم لقوات العمالقة بالقرب من بيحان، فيما أقدمت الميليشيات على «إعدام 16 عنصراً من مسلحيها حاولوا الفرار من جبهة بيحان بعد نصب نقاط عسكرية للقبض على الفارين وتنفيذ عمليات إعدام فوري لترهيب عناصرهم».
وكانت قوات ألوية العمالقة أفادت «الأربعاء» بأنها خاضت معارك ضارية ضد الميليشيات الحوثية، تكللت بالسيطرة على معسكر اللواء 163 في محور بيحان ومنطقة السليم والصفراء، في حين تكبدت الميليشيات الحوثية خسائر فادحة في العتاد والأرواح، وسقط مئات القتلى والجرحى من عناصرها، بالإضافة إلى اغتنام كميات من الأسلحة التابعة للميليشيات الحوثية، وتدمير عدد من الآليات والعتاد العسكري، وسط انهيار واسع في أوساط الميليشيات التي تراجع عناصرها باتجاه حريب شمالاً وبيحان جنوباً.
وفي حين تتوالي تعزيزات قوات ألوية العمالقة التي يرجح أن تلتحق بالمعارك باتجاه البيضاء ومأرب في الأيام المقبلة، تمكنت قوات الجيش الوطني جنوب مأرب من تحرير عدد من المواقع باتجاه معسكر أم ريش ومنطقة ملعاء، مع تحقيق تقدم موازٍ باتجاه منطقة العمود في مديرية الجوبة.
وفي وقت سابق، أفاد المتحدث باسم الجيش اليمني عبده مجلي بأن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية شنّت عملية هجومية مباغتة ضد الميليشيا الحوثية في الجبهات الجنوبية لمأرب حيث تم تحرير منطقة العكدة الاستراتيجية بالكامل، وتحرير عدة مواقع هامة بمنطقة الأعيرف ولظاة.
وأكد مجلي أن العملية الهجومية مستمرة في مختلف جبهات القتال في الجبهة الجنوبية للمحافظة، وتحقق التقدم والمكاسب على الأرض، وسط انهيارات واسعة للميليشيا وفرار عناصرها.
وإذ يأمل القادة العسكريون أن يؤدي الضغط الذي تقوده ألوية العمالقة لتحرير بيحان في تشتيت قدرات الحوثيين، أفادت مصادر عسكرية بأن قوات الجيش والمقاومة في محافظة الجوف المجاورة تمكنت من استعادة مناطق واسعة في منطقة اليتيمة التابعة لمديرية خب والشعف، بما في ذلك معسكر «طيبة» التدريبي الذي كانت الميليشيات الحوثية سيطرت عليه قبل أيام.
وبحسب مصادر مطلعة في صنعاء، فإن الميليشيات الحوثية استنفرت قادتها المحليين وأمرتهم بأن يحشدوا مزيداً من المجندين للقتال بالترهيب والترغيب، في ظل رفض مجتمعي واسع واستياء من تردي الأوضاع المعيشية وتصاعد أعداد القتلى والجرحى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
© Copyright 2024, All Rights Reserved, by Ta4a.net