عائلات تونسية تعيد اكتشاف نفسها

قرر أحد التونسيين عدم استقبال ابنه بالبيت العائلي إثر علمه أنه كان على علاقة بأحد المصابين بوباء كورونا، ومنعه من دخول المنزل ونصح عائلته الموسعة بعدم استقباله بينهم، وذلك مباشرة إثر الإعلان عن إصابة صديقه بالفيروس. وحتى عندما أجبر على البقاء في الحجر الصحي الإجباري بأحد المستشفيات المحلية، فإن عائلته اختفت تماماً ولم تسأل عنه البتة، أما اليوم فقد ثبت أنه تعافى من إصابته ولا ندري كيف ستكون علاقته بعائلته التي رفضت استقباله وتغافلت عن دعمه ولو من الناحية النفسية.
هذه الحالة وغيرها قد تكون سجلت في أكثر من منطقة تونسية نتيجة الخوف من الوباء القاتل، ولعل الخوف من الموت قد دفع بالكثير إلى إظهار عواطفهم وأحاسيسهم الحقيقية تجاه بعضهم بعضاً خاصة إثر الحجر الصحي الإجباري وإجبارية البقاء في المنزل بعد غلق مصالح الدولة والتقليل من الحركة في الادارات والمؤسسات.
يؤكد خبراء في المجالين النفسي والاجتماعي، من بينهم محمد الجويلي، أستاذ علم الاجتماع في الجامعة التونسية على اكتشاف هوة عميقة في العلاقات الأسرية وتزايد حالات العنف الأسري نتيجة التضايق من حالة الحجر الصحي، وانحسار الحركة وتراجع الأنشطة الاجتماعية والرياضية، والبقاء بالفضاء الأسري نفسه لساعات كثيرة. غير أن هذه الألفة الاجتماعية أعادت اكتشاف العلاقات الأسرية من جديد لدى البعض الآخر وباتت العلاقات أكثر حميمية، وبات الحجر مناسبة لا بداعات في الرسم والموسيقى وشتى ضروب الخلق والإبداع.
وفي السياق ذاته، أكدت راضية الجربي رئيسة الاتحاد التونسي للمرأة (منظمة مستقلة) أن حالات العنف ضد النساء والأطفال، تضاعفت سبع مرات خلال الأسابيع الماضية مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، وهي تعود بالأساس إلى الأوضاع المادية التي تغيرت زمن «كورونا» وفقدان الآلاف من العائلات لمصدر رزقها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
© Copyright 2024, All Rights Reserved, by Ta4a.net